رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

الإهمال في علاج الزائدة الدودية يسبب مضاعفات خطيرة

شارك

تكشف المصادر الطبية أن التهاب الزائدة الدودية قد يتحول فجأة إلى مصدر خطر على الحياة إذا تُرك دون تدخل. يشير التقييم إلى أن التأخر في التدخل الجراحي أو تجاهل الأعراض يفضي إلى تفاقم الالتهاب وتكوّن صديد داخل الزائدة. عندئذٍ قد يضعف جدارها وتنفجر محتوياتها، فينتشر المرض إلى تجويف البطن ويرتفع خطر الالتهاب الشديد. تتطلب هذه الحالات التدخل الجراحي الطارئ عادةً لتخفيض المخاطر وإنقاذ المريض.

المضاعفات الرئيسية

تظهر مخاطر التمزق عندما تترك العدوى دون علاج، فتنفجر الزائدة وتُطلق محتوياتها المصابة في تجويف البطن. يرافق ذلك آلام حادة تمتد إلى كامل البطن وارتفاع ملحوظ في الحرارة. يتسبب الانفجار في تفشي العدوى وتدهور الحالة بشكل سريع، ما يستدعي تدخلًا جراحيًا طارئًا. يهدف التدخل إلى استئصال الزائدة وتطهير التجويف للحد من الانتشار والوقاية من مضاعفات إضافية.

خراجات بطنية محتملة

في بعض الحالات يحصر الجهاز المناعي العدوى بشكل مبدئي في تكوين خراجات من النسيج المصاب. قد تحتوي هذه الخراجات على صديد وسوائل ملوثة، وإذا لم تُكتشف مبكراً قد تنفجر وتسبب التهاب الصفاق ذاته. يعالج الخراجات عادة بمزيج من المضادات الحيوية وتصريف دقيق بإشراف جراحي لتجنب انتشار العدوى. كما أن التأخير في المعالجة يجعل التحدي أكبر ويؤخر الشفاء.

العدوى المنتشرة وتسمم الدم

أحد أخطر مضاعفات الإهمال هو تسمم الدم، حين تتسرب البكتيريا من موقع الالتهاب إلى مجرى الدم. يستجيب الجسم بإطلاق صدمة مناعية تؤدي إلى انخفاض ضغط الدم واضطراب في وظائف القلب والكلى والكبد. إذا لم يُعالج المريض بقوة بمضادات حيوية ورعاية مركزة، قد تتحول الحالة إلى صدمة إنتانية خلال ساعات معدودة.

آثار ما بعد النجاة

حتى مع السيطرة على الالتهاب الحاد، قد تترك الزائدة غير المعالجة آثاراً طويلة الأمد داخل التجويف البطني. ترتبط الندبات والتصاقات بين الأمعاء وجدار البطن بحدوث انسداد مع مرور الزمن، وهو ما يحتاج في بعض الأحيان إلى جراحة إضافية. كما يبقى المريض عرضة لآلام مزمنة واضطرابات هضمية إذا لم تُعالج العلة الأساسية بشكل كافٍ.

التأثير على النظام الصحي

لا تقتصر آثار الإهمال على صحة المريض فحسب بل تمتد لتشكل عبئاً على النظام الصحي، فالحالات المتقدمة تتطلب إقامة مطوّلة في المستشفيات ومضاعفات أشد من عملية بسيطة لاستئصال الزائدة. يزداد الخطر لدى الأطفال وكبار السن بسبب ضعف الاستجابة المناعية واحتمالية انفجار الزائدة أعلى. لذا يبقى الكشف المبكر والتدخل الجراحي السريع حجر أساس الوقاية من تلك المضاعفات.

مقالات ذات صلة