تشير تقارير صحية إلى أن سلالة H3N2 من الإنفلونزا تظل قادرة على التسبب بمضاعفات صحية خطيرة، خصوصًا عند فئات محددة مثل كبار السن والحوامل والمصابين بأمراض مزمنة. وتُعدّ هذه السلالة من نوع A وتتميّز بقدرتها العالية على التحور والتكيف مع جهاز المناعة البشري. تظهر خطورتها مع تطور الأعراض وتفاقمها، خاصة على الجهاز التنفسي والقلب والجهاز العصبي.
مضاعفات الجهاز التنفسي
يبدأ الالتهاب عادةً في الأنف والحنجرة ثم يمتد أحيانًا إلى الرئتين مسببًا التهابًا رئويًا حادًا. وتصحب الإصابة في بعض الأحيان التهابات في الحويصلات الهوائية وتورمها مما يعيق التنفس ويؤدي إلى نقص الأكسجين. وفي الحالات الشديدة يتطلب الوضع دخول المستشفى أو استخدام أجهزة دعم التنفّس. كما يزداد خطر التهاب الشعب الهوائية وتزداد المضاعفات البكتيرية الثانوية التي تعيق التنفّس وتطيل فترة التعافي.
تفاقم الأمراض المزمنة
تشير المعطيات إلى أن الإصابة بـ H3N2 تسهم في تسريع تدهور الحالات المزمنة. في مرضى القلب، قد يؤدي الالتهاب الفيروسي إلى إجهاد عضلة القلب واضطرابات في النبض أو نوبات قلبية. أما المصابون بالربو أو الانسداد الرئوي، فغالبًا ما يلاحظون تدهورًا في قدرتهم على التنفس بعد الإصابة، وقد تستمر الأعراض حتى بعد الشفاء الظاهري. كما يرفع ارتفاع الحرارة والإجهاد الناتج عن العدوى مستويات السكر في الدم، ما يشكل خطرًا خاصًا لمرضى السكري.
مضاعفات لدى الفئات الحساسة
تعاني الفئات الأكثر هشاشة صحيًا من زيادة في المضاعفات. الأطفال الصغار قد يصابون بالالتهابات في الأذن الوسطى أو الجيوب الأنفية نتيجة ضعف المناعة الموضعية. أما النساء الحوامل فالإصابة قد تؤدي إلى اضطرابات في التنفس أو ولادة مبكرة، وفي حالات نادرة قد يؤثر على نمو الجنين. كبار السن، خصوصًا من تجاوزوا 65 عامًا، هم الأكثر عرضة للدخول إلى المستشفيات بسبب ضعف جهاز المناعة وتراجع كفاءة الرئتين مع التقدم في العمر.
مضاعفات عصبية نادرة
تسجل بعض الحالات النادرة ظهور نوبات صرعية مؤقتة لدى الأطفال نتيجة ارتفاع الحرارة. كما قد تتطور حالات التهاب الدماغ الفيروسي إلى تشوش ذهني أو فقدان للوعي أو اضطراب في السلوك في بعض الحالات. رغم ندرتها، تتطلب هذه المضاعفات متابعة طبية إذا استمر الحمى أو حدث تغير في السلوك العصبي.
العدوى البكتيرية الثانوية
تضعف هذه السلالة الدفاعات الطبيعية للجسم، ما يفتح باب الإصابات البكتيرية الانتهازية مثل المكورات الرئوية أو العنقودية لتسبّب التهابات جديدة في الرئتين أو الأذن أو الدم. وتحتاج هذه العدوى الثانوية إلى علاج بمضادات حيوية ومتابعة دقيقة لأنها قد تكون أكثر خطورة من الفيروس نفسه.
آثار ما بعد التعافي
حتى بعد زوال الأعراض الحادة، قد يعاني بعض المرضى إرهاقًا مزمنًا أو سعالاً مستمرًا لأسابيع. ويشير الأطباء إلى أن الالتهاب الناتج عن الفيروس قد يترك أثرًا طويل الأمد على الشعب الهوائية، مما يجعل المريض أكثر حساسية تجاه العدوى التالية أو تغيرات في الطقس.
الوقاية من المضاعفات
تبدأ الوقاية من التطعيم الموسمي ضد الإنفلونزا، إذ يغطي اللقاح عادة سلالات محدثة تشمل هذا النوع. لكن اللقاح لا يغني عن الالتزام بالإجراءات الوقائية اليومية مثل غسل اليدين باستمرار وتجنب ملامسة الوجه والبقاء في المنزل عند ظهور الأعراض والتهوية الجيدة للمكان. ويُنصح المصابون بالأمراض المزمنة والحوامل بالتماس الرعاية الطبية فور ظهور أعراض الإنفلونزا لتقليل احتمال المضاعفات.








