تشير الاستجابة الفسيولوجية للطقس البارد إلى انقباض الأوعية الدموية، ما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وزيادة جهد القلب لضخ الدم إلى الأعضاء الحيوية أولاً. قد يجعل ذلك اليدين والقدمين تشعران بالبرودة. هذه الاستجابة طبيعية لكنها قد تصبح علامة على مشكلة صحية عند استمرارها. قد يكون وجود مشاكل في القلب أو الدورة الدموية سبباً في برودة الأطراف بشكل واضح، خصوصاً في الليل.
وتظهر أسباب برودة الأطراف الدائمة في الشتاء عندما تتأثر الدورة الدموية، فارتفاع ضغط الدم أو انخفاضه قد يسبب برودة مستمرة في اليدين والقدمين. كما أن مرض الشرايين المحيطية يحد من تدفق الدم إلى الأطراف. وقد يزداد الألم والبرودة عند حدوث مشاكل في القلب مثل السكتة القلبية، حيث يعمل القلب بجهد أكبر لتوزيع الدم. أحياناً تكون الأسباب القلبية هي الأساس، ثم تتفاقم البرودة بسبب ضعف التدفق الدموي.
أسباب غير قلبية والرينود
قد تُفسر بعض حالات البرودة بأنها غير مرتبطة بالقلب، مثل مشاكل الغدة الدرقية ومرض السكري وفقر الدم والقلق أو التوتر. ويُعد مرض رينود سبباً شائعاً يجعل أصابع اليدين والقدمين تتحول إلى اللون الأبيض أو الأزرق وتصبح مخدّرة عند التعرض للبرد. عندما يبدأ الدم بالتدفق من جديد، يعود اللون إلى الأحمر وتظهر آلام غالباً.
متى تستشير الطبيب
إذا ظلت يداك أو قدماك باردتين حتى في بيئات دافئة مع مظهر جلدي شاحب أو أزرق، أو لاحظت وخزاً أو تنميلاً أو ألمًا، فاستشر الطبيب لإجراء الفحوص اللازمة لمعرفة وجود حالة خطيرة أم لا. كما يساعد التقييم الطبي في استبعاد حالات أكثر خطورة وتحديد العلاج الملائم، وتبيّن ما إذا كانت لديك مشاكل في الدورة الدموية أو الغدة. يهدف الطبيب إلى توجيهك نحو العلاجات المناسبة واتباع التدابير التي تحسن تدفق الدم.
طرق الوقاية
لتحسين الدورة الدموية وتدفئة الأطراف في الشتاء، توصي الإرشادات بارتداء القفازات والجوارب السميكة وتجنب وضع اليدين أو القدمين مباشرة على مصدر الحرارة. كما يساعد الانتظام في ممارسة التمارين الرياضية وتحسين صحة القلب وتناول أطعمة صحية للقلب، إضافة إلى الإقلاع عن التدخين. كما يُعنى التحكم في مستويات التوتر بشكل خاص إذا كنت تعاني من رينود.
