رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

لمريض الالتهاب الرئوي: غذاء يدعم التنفس والتعافي

شارك

تؤكد المصادر الصحية أن الغذاء ليس مجرد دعم جانبي في التعافي من الالتهاب الرئوي، بل يعد عاملًا رئيسيًا يسرّع شفاء الرئة. يعمل الغذاء المتوازن على توفير البروتينات اللازمة لإصلاح الأنسجة وتوفير الفيتامينات والمعادن التي تدعم المناعة. كما يساعد الغذاء المتوازن في تقليل التعب وتحسين القدرة على التنفس مع مرور الوقت.

أطعمة تعزز الشفاء وتقوى الرئتين

تعتبر الفواكه والخضروات الطازجة مصدرًا أساسيًا لفيتامينات A وC وE التي تقوّي المناعة وتقلّل الالتهاب. يفضّل اختيار البرتقال والكيوي والسبانخ والبروكلي والجزر كأمثلة على أطعمة تساهم في تجديد خلايا الرئة وحماية الأنسجة من الضرر التأكسدي. هذه المواد الغذائية تزود الجسم بمضادات أكسدة تدعم الشفاء أثناء فترة النقاهة.

تُعد البروتينات الخالية من الدهون حجر الأساس لإصلاح الأنسجة واستعادة القوة العضلية. يمكن الاعتماد على الدجاج المسلوق والأسماك المشوية والبيض والبقوليات مثل العدس والفاصوليا كخيارات مناسبة. يُفضل الطبخ بطرق خفيفة مثل السلق أو الشواء لتقليل الدهون المشبعة وتحسين الهضم وتوفير بروتين مستمر للطاقة خلال اليوم.

تساعد الحبوب الكاملة ومصادر الطاقة المستدامة في توفير دفعة طاقية ثابتة وتدعم صحة الجهاز الهضمي الذي قد يتأثر نتيجة عوامل العلاج. أمثلة على هذه المصادر تشمل الشوفان والأرز البني وخبز القمح الكامل، وتساهم في الشعور بالشبع والاستمرار الحيوي. كما يساهم النظام الغذائي المتوازن في الحفاظ على استقرار مستويات السكر في الدم وتخفيف إرهاق المريض.

تقدم الدهون الصحية غير المشبعة مثل زيت الزيتون والأفوكادو والمكسرات فوائد مضادة للالتهاب وتساعد في امتصاص الفيتامينات الدهنية A وD وE وK، مما يدعم صحة الرئة ومرونتها. كما يسهم تناول هذه الدهون في تحسين الامتصاص الغذائي وتوفير مصدر طاقة مستمر. يجب اختيار كميات مناسبة وفقاً للاحتياج اليومي وتوجيه الطبيب.

تشير خيارات السوائل الدافئة إلى دعم التخفيف من المخاط وتسكين الحلق. يمكن الاعتماد على الحساء والمرق والشاي العشبي كعناصر مهدئة وتساعد في الترطيب. يوضح عدد من الدراسات أن حساء الدجاج يُخفف الالتهاب في الممرات التنفسية ويساعد في الحفاظ على رطوبة الجسم خلال التعافي.

الأطعمة التي يجب تجنبها

ينبغي تقليل الأطعمة المالحة جداً لأنها تسبب احتباس السوائل وتزيد من صعوبة التنفّس. كما أن الدهون المشبعة والمقلية ترفع مستوى الالتهاب وتضعف جهاز المناعة وتؤثر سلباً على الشفاء. كما يجب الحد من السكريات المضافة والحلويات لأنها قد تثبط المناعة وتؤدي إلى نمو غير صحي للبكتيريا في الأمعاء.

توجد أطعمة معالجة مثل المكرونة سريعة التحضير والمعلبات تحتوي على نسب عالية من الملح والمواد الحافظة، لذا يُنصح بتقليلها. أما منتجات الألبان فليست محظورة تماماً لكنها قد تسبب زيادة في إفراز المخاط عند بعض المرضى، لذلك يجب متابعة التأثير الشخصي وتجنبها إذا سبب الانزعاج. يمكن استبدالها ببدائل نباتية أو اختيار منتجات ألبان قليلة الدسم عند الحاجة.

نموذج يوم غذائي متوازن

يهدف هذا النموذج اليومي إلى تلبية احتياجات الجسم من البروتين والفيتامينات مع تقليل الإجهاد الهضمي. يبدأ الإفطار بعصير غني بفيتامين C وشوفان بالحليب قليل الدسم مع ملعقة عسل. يتبعه الغداء الذي يتضمن أرزاً بنياً مع دجاج منزوع الجلد وبطبق خضار مطهو على البخار، ثم كوب من الحساء الدافئ.

أما وجبة الظهر الخفيفة فتكفي أن تكون زباديًا طبيعيًا مع ملعقة من الشوفان أو بذور. وتُختم وجبة العشاء بسمك مشوي مع شريحة خبز القمح الكامل وسلطة خضراء مع زيت الزيتون. يظل شرب الماء والمشروبات الساخنة بانتظام أساساً للحفاظ على الترطيب وتسهيل التخلص من السموم.

نمط الحياة أثناء التعافي

تنصح هذه الإرشادات بأن الغذاء وحده لا يكفي، بل يجب اعتماد عادات بسيطة تدعم الشفاء. يساعد النوم الكافي في إعادة بناء المناعة وتقوية الجسم، كما يساهم في استعادة الحيوية خلال النقاهة. يُمارس التنفس العميق وتراعى وضعية الجلوس وتجنب الاستلقاء بعد الأكل وتجنب التدخين بمختلف أشكاله، مع التدرج في استعادة النشاط البدني وفق توجيهات الطبيب.

كما يجب تنظيم ساعات الراحة وتجنب الإجهاد الزائد، والالتزام بالروتين اليومي الصحي يعزز التسريع في التعافي ويقلل من مخاطر المضاعفات. ويجب استشارة الطبيب قبل أي نشاط بدني مكثف أو تغيير في النظام الغذائي، خاصة لدى المصابين بمضاعفات صحية. كما ينبغي الحفاظ على رطوبة الجسم وتجنب الجفاف عبر شرب الماء بكميات مناسبة وتوثيق أي أعراض جديدة قد تظهر خلال فترة النقاهة.

مقالات ذات صلة