رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

رأي الطب في لجوء جيل Z للعلاج النفسي في غرف أونلاين مجهولة؟

شارك

تواجه فئة Gen Z صعوبات في الصحة النفسية وتلجأ إلى العلاج عبر الإنترنت من خلال غرف دعم سرية مجهولة الهوية. تتيح هذه الغرف التفاعل مع مختص نفسي دون كشف الاسم أو الشكل، عبر مواقع أو مجموعات تسمح لهوية غير معروفة. وتزداد الحالات التي تبحث عن حلول عبر قنوات افتراضية تسمح بالتعبير عن المشاعر دون فضح الهوية. يعكس هذا الواقع الرقمي تغيراً في الوصول إلى الدعم النفسي وتخفيف الحواجز أمام الطلب على المساعدة.

أسباب اللجوء المجهول

يوضح الدكتور محمد فوزي، أستاذ الطب النفسي بكلية الطب جامعة أسيوط، أن لجوء Gen Z إلى العلاج المجهول الهوية يعود لكونه يخفف الخوف من الوصمة ويمنح الشعور بالأمان دون هوية. كما تؤدي سهولة الوصول مقارنة بالعيادات التقليدية إلى تفضيل هذا الخيار عند البعض، إضافة إلى الإحساس بأن الآخرين يشبهونني ويفهمونني. وتشير الملاحظات إلى أن الثقة في المؤسسات العلاجية الرسمية قد تكون ضعيفة بين بعض الشباب. ويؤكد الطبيب أن الفرق بين الدعم النفسي وبين العلاج الحقيقي يجب تفريقه بوضوح.

المخاطر والحدود

تشير الملاحظات إلى مخاطر الدعم النفسي عبر الغرف المجهولة، مثل غياب تشخيص دقيق للحالة واحتمالية تلقي نصائح غير علمية أو ضارة، ما قد يؤدي إلى تفاقم الاضطرابات دون اكتشافها. كما يزداد الخطر عند التعامل مع أفكار انتحارية أو ذهان أو اضطرابات شديدة، حيث يجب التدخل الطبي المباشر من مختص معروف الهوية. كما يلاحظ احتمال نشوء تعلق نفسي مرضي بمقدم الدعم المجهول واحتمالات الاستغلال النفسي أو العاطفي في غياب الرقابة المهنية. ويؤكد الدكتور فوزي أن الغرف السرية قد تكون باباً للفضفضة وليست باباً للعلاج.

يوجه الدكتور فوزي رسالة للشباب ولأولياء الأمور بأن الصحة النفسية لا تقل أهمية عن الصحة الجسدية وأن طلب المساعدة ليس ضعفاً، بل اختيار الطريق الآمن للعلاج هو الفارق بين الشفاء والتفاقم. يجب تفضيل خيارات علاجية رسمية ذات إطار قانوني وأخلاقي وتحديد خطة متابعة مع مختص معروف الهوية. يمكن أن تكون الخطوة الأولى هي التهيئة لفتح حوار مع الأهل أو الأطباء المعتمدين وتقييم الخيارات المتاحة في المؤسسات الصحية. بهذا الأسلوب يمكن تحقيق دعم فعّال وآمن يفضي إلى نتائج حقيقية وواقعية.

مقالات ذات صلة