تؤكد التوجيهات الصحية أن حمض الفوليك عنصر أساسي للنساء في فترة الحمل المبكر، فهو شكل من فيتامين ب9 يشارك في تكوين المادة الوراثية داخل الخلايا. يؤدي هذا الفيتامين إلى دعم نمو الجنين وتطور أعضائه العصبية منذ الأسابيع الأولى من التخصيب. كما يساهم في تكوين خلايا الدم الحمراء التي تنقل الأكسجين إلى الأنسجة النامية، مما يعزز الصحة العامة للحمل. لذا فإن الحفاظ على مستوى كافٍ منه يعد خطوة رئيسية للوقاية من تشوهات الأجهزة العصبية قبل أن تعرف الأم بحملها.
مصادر حمض الفوليك الطبيعية والمكملات
تتوفر كميات من حمض الفوليك في الخضروات الورقية الداكنة والبقوليات والفواكه الحمضية والخبز المدعم بالفيتامينات. ومع ذلك، لا يوفّر الغذاء وحده عادة الكمية الكافية لاحتياجات الحامل في الأسابيع الأولى من الحمل. لذلك توصي الهيئات الصحية بتناول مكمل يومي يحتوي على نحو 400 إلى 500 ميكروجرام من حمض الفوليك بدءًا من الشهر الذي يسبق التخطيط للحمل وحتى انتهاء الثلث الأول منه. وتُعد هذه الخطوة عاملاً مهمًا في تقليل مخاطر العيوب العصبية وتدعيم التطور الطبيعي للجنين.
من الأكثر احتياجًا لجرعات إضافية
تزداد الحاجة إلى جرعات أعلى لدى النساء اللاتي لديهن تاريخ شخصي أو عائلي مع عيوب الأنبوب العصبي، أو اللواتي يستخدمن أدوية للصرع أو يعانين من أمراض مزمنة مثل السكري أو السمنة المفرطة. في هذه الحالات قد يوصي الطبيب بجرعة تصل إلى 5 ملغ يوميًا، وتُصرف بوصفة طبية للمساعدة في تقليل احتمالات الخطر الوراثي أو الدوائي على الجنين. يفضل اتباع تعليمات الطبيب بدقة وعدم تجاوز الجرعة المحددة دون استشارة.
أنواع عيوب الأنبوب العصبي وطرق الوقاية
تنقسم العيوب العصبية إلى ثلاثة أشكال رئيسية هي السنسنة المشقوقة، وانعدام الدماغ، والفتق الدماغي. في السنسنة المشقوقة لا يكتمل إغلاق العمود الفقري بشكل كامل مما يسمح بخروج جزء من الحبل الشوكي. أما انعدام الدماغ فنتيجة فشل إغلاق الجزء العلوي من الأنبوب العصبي وتوقف تطور الدماغ والجمجمة.
يمكن اكتشاف هذه العيوب عادةً عبر فحص الموجات فوق الصوتية التفصيلي بين الأسبوعين 18 و20 من الحمل، أو عبر تحليل دم الأم لقياس بروتين ألفا فيتوبروتين في الدم. هذه الفحوصات تساهم في التأكيد المبكر وإتاحة خيارات رعاية مناسبة للجنين. كما تساهم الوقاية الفعالة قبل الحمل في تقليل حدوث هذه العيوب.
متى يجب استشارة الطبيب؟
إذا كان لدى الأم عوامل خطر أو تاريخ سابق مع هذه الحالات، تعتبر استشارة الطبيب قبل الحمل خطوة أساسية لتحديد الجرعة المناسبة من حمض الفوليك وإجراء الفحوصات الوقائية. كما قد يوصي الطبيب بمراقبة مستويات الفوليك خلال فترة الحمل عبر فحص دم دوري لضمان وصول الكمية الكافية للجنين في مراحل تكوينه الحساسة. يضمن ذلك تقليل احتمالات المضاعفات العصبية ويحافظ على صحة الأم والجنين.








