يوضح الدكتور براناف غودي، استشاري الغدد الصماء والسكر في الهند، أن آلام الرقبة الناتجة عن الاستخدام المفرط للأجهزة الإلكترونية تصيب النساء بشكل خاص وتؤثر في الغدة الدرقية في بعض الحالات. يتسبب ميل الرأس إلى الأمام عندما ننظر إلى الشاشات إلى زاوية تتراوح بين 45 و60 درجة في زيادة الضغط على عضلات الرقبة. مع مرور الوقت، قد يؤدي هذا الضغط إلى التهاب وتشنج عضلي وضعف في الدورة الدموية بمنطقة الرقبة. تربط الملاحظات الطبية بين الوضعية المنحنية المزمنة وتغيرات وظيفية محتملة في الغدة الدرقية نتيجة الشد العضلي وتضيق التصريف الوريدي.
الأسباب والآثار الصحية
يؤكد الأطباء أن وجود استعدادات خاصة لدى النساء، مثل تقلبات هرمونية وحالات الحمل والولادة وأمراض المناعة الذاتية، قد يزيد من حساسية الغدة الدرقية لهذه الضغوط. كما أن الجلوس لساعات طويلة أمام الشاشات يسبب تهيج الأنسجة واحتقان الجهاز اللمفاوي في الرقبة. ويؤكد الخبراء أن الإجهاد المزمن يحفز الجهاز العصبي الودي ويرفع هرمونات الكورتيزول، وهذا قد يؤثر على توازن نشاط الغدة الدرقية. وبناء عليه يرى الأطباء أن الإفراط في الاستخدام دون فترات راحة قد يفاقم الاضطرابات الهرمونية والعضلية.
تظهر الشواهد أن الضغط المستمر قد يسهم أيضًا في تفاقم مشاكل الغدة الدرقية الموجودة مسبقًا، مثل قصور الغدة الدرقية أو الالتهاب المرتبط بالأمراض المناعية، رغم أن الأدلة في هذا المجال ما تزال قيد التطوير. كما يوضح الأطباء أن الإجهاد يرفع نشاط الجهاز العصبي الودي ويؤثر على التوازن الهرموني، ما يجعل النساء اللاتي يقضين ساعات طويلة أمام الشاشات أكثر عرضة لحدوث الأعراض دون فترات راحة كافية. وتُبرِز هذه العوامل أهمية التوازن بين الاستخدام والراحة في نمط الحياة اليومي.
إجراءات وقائية وتوصيات عملية
لا تهدف النصائح إلى إثارة القلق، بل إلى توعية المستخدمين وتخفيف الألم من خلال تعديل العادات اليومية. ينصح بالحفاظ على وضعية مستقيمة ومساندة، ورفع الأجهزة إلى مستوى النظر، واختيار مقاعد مريحة تدعم الظهر. كما يجب إجراء تمارين تمدد بسيطة كل 30-40 دقيقة لتخفيف توتر العضلات وتقوية الرقبة والكتفين والظهر. ويمكن أن يسهم الدمج المنتظم لهذه التغييرات في تقليل الضغط على الرقبة وتحسين التوازن الهرموني لدى النساء المصابات بمشاكل الغدة الدرقية.
يؤكد الخبراء أن تحسين الوضعية يمكن أن يساهم في تعزيز التوازن الهرموني والسيطرة على الأعراض المرتبطة بالغدة الدرقية. وينصح باجراء فحص سنوي للغدة الدرقية للنساء اللواتي يكثرن من استخدام الأجهزة الإلكترونية ويعانين من تعب مستمر وتغيرات في الوزن وتساقط الشعر وعدم انتظام الدورة الشهرية وآلام الرقبة المستمرة. يهدف الفحص المبكر إلى رصد أي اضطرابات محتملة وتجنب تفاقمها. وتتيح النتائج وضع خطة علاجية مناسبة في الوقت المناسب.








