رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

تأثير الوجبات السريعة على صحة الأطفال

شارك

تعلن الإحصاءات العالمية أن طفلًا واحدًا من بين كل عشرة أطفال في سن الحضانة يعاني من السمنة. وتفيد البيانات أيضًا بأن طفلًا واحدًا من بين كل خمسة أطفال يعاني من تسوس الأسنان بحلول سن الخامسة. وتذكر المصادر أن هاتين المشكلتين مترابطتان مع عوامل متعددة مرتبطة بالتغذية ونمط الحياة. وتوضح التقارير أن هذه المستويات قد تكون مرتبطة بارتفاع معدلات السمنة وتسوس الأسنان مبكرًا في الحياة.

تأثير الإعلان على استهلاك الأطفال

أظهرت دراسة أُجريت على أطفال تتراوح أعمارهم بين 7 و15 عامًا أن 5 دقائق من الإعلانات الموجهة للأطعمة عالية الدهون والسكر والملح أدت إلى استهلاك يومي إضافي قدره 130 سعرة حرارية. كما يوضح ذلك أن هذه الزيادة تعادل تقريبًا شريحتين من الخبز. وقالت البروفيسورة إيما بويلاند، الباحثة الرئيسية في الدراسة من جامعة ليفربول في المملكة المتحدة، إن التعرض للأطعمة غير الصحية يؤثر في عادات الأطفال ويؤدي إلى استهلاك زائد للسعرات الحرارية. وتؤكد نتائج الدراسة أهمية بيئة الإعلان ونمط التفاعل الإعلامي مع الأطفال في تشكيل اختياراتهم الغذائية.

التغذية الصحية وأهميتها

تشير التقارير إلى أن التغذية السليمة تلعب دورًا مركزيًا في الوقاية من الأمراض طوال الحياة. كما أن معايير تغذية الأطفال في المملكة المتحدة تراجعت خلال العقدين الماضيين، مما أدى إلى آثار صحية واسعة النطاق. ويمكن أن يترتب على سوء التغذية والاعتماد على الوجبات السريعة مخاطر مزمنة تشمل مرض السكري من النوع 2 وأمراض القلب والأوعية الدموية. وتبين أن عادات الأطفال الغذائية تؤثر على صحتهم المستقبلية وتزيد من مخاطر السمنة ومشكلات صحية أخرى.

الأطعمة فائقة المعالجة وتأثيرها

تشترك أمثلة على الأطعمة فائقة المعالجة في النظام الغذائي في كورن فليكس كحبوب إفطار، والخبز والمعجنات المعبأة، والزبادي المحلى، ورقائق البطاطس، والوجبات الخفيفة المعبأة كشوكولاتة والحلويات، والمشروبات الغازية والآيس كريم. وتشير نتائج دراسات متعددة إلى أن الأنظمة الغذائية التي تحتوي هذه الأطعمة ترتبط بنتائج صحية سلبية، منها زيادة خطر أمراض القلب والقلق والاكتئاب ومرض السكري من النوع 2 ومشكلات النوم والسمنة. وتبرز هذه النتائج ضرورة التحول نحو خيارات أكثر طبيعية وتقليل الاعتماد على الأغذية المعالجة بشكل مفرط. كما تؤكد المصادرفي هذا الشأن مخاطر الاستمرار في الاعتماد على الأطعمة فائقة المعالجة وتأثيرها على الصحة العامة على المدى الطويل.

تؤكد هذه المعطيات ضرورة تعزيز السياسات والتوعية حول التغذية الصحية في المدارس والبيئة الأسرية. ويستلزم ذلك توفير خيارات غذائية متوازنة وشواهد ونشاط بدني منتظم. وتتيح الجهود المشتركة بين الحكومات والمؤسسات الصحية والمجتمعات المحلية فرصة حقيقية للحد من انتشار السمنة وتداعياتها عند الأطفال.

مقالات ذات صلة