رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

مريض التهاب البنكرياس: أفضل نظام غذائي للعلاج

شارك

يتعامل التهاب البنكرياس مع كونه من أكثر اضطرابات الجهاز الهضمي تعقيدًا، إذ يختلف تأثيره باختلاف شدته ونوعه بين حالات حادة تتطلب تدخلاً عاجلًا وحالات مزمنة تحتاج ضبطاً مستمراً للنمط الغذائي ونمط الحياة. وتؤكد المصادر الصحية أن الغذاء يمثل عنصرًا مكملًا للعلاج إلى جانب الدواء، حيث يسهم في تهدئة الالتهاب واستعادة التوازن الهضمي. كما يشير المبدأ العام إلى أن النظام الغذائي يجب أن يقلل الدهون ويبتعد عن استهلاك الكحول، ويركز على اختيارات سهلة الهضم حتى لا يجهد البنكرياس أثناء إفرzاز الإنزيمات.

الحالة الحادة

في المرحلة الحادة من المرض يوصي الأطباء غالبًا بالصيام لفترة قصيرة للسماح للبنكرياس بالراحة التامة، وتظل السوائل هي المصدر الأساسي خلال تلك الفترة. ثم يبدأ المريض تدريجيًا بتلقي السوائل الشفافة مثل مرق الخضار والعصائر المصفاة وماء جوز الهند حتى تهدأ الأعراض. مع تحسن الحالة ينتقل إلى أطعمة لطيفة وخالية من الدهون وتُضاف تدريجيًا أطعمة سهلة الهضم مثل البطاطس المهروسة والجزر المطهو واللحوم البيضاء المسلوقة، مع توسيع القائمة وفق قدرة الجهاز الهضمي على التحمل. الأطعمة المقترحة خلال هذه الفترة تشمل شوربة قليلة الدسم من خضار طازج، ولحم دجاج أو سمك منزوع الجلد مطبوخًا بالبخار، ومنتجات ألبان خالية الدسم، وحبوب هضمها سهل مثل الأرز الأبيض والمكرونة البيضاء، إضافة إلى فواكه مطبوخة ومصفاة كالتفاح أو الكمثرى دون القشر.

التغذية في الحالات المزمنة

عندما يتحول الالتهاب إلى مزمن، يتطلب الوضع اتباع خطة غذائية مستمرة تعتمد على وجبات صغيرة ومتكررة على مدار اليوم مع مراقبة محتوى الدهون والسكر. كما يفضل الاعتماد على الدهون النباتية المعتدلة مثل زيت الزيتون أو الأفوكادو لتزويد الجسم باحتياجاته دون إثارة الالتهاب. وتشمل الخيارات المناسبة الحبوب الكاملة مثل الأرز البني وخبز القمح الكامل، والخضراوات الغنية بالألياف كالبروكلي والكوسا واليقطين، والفواكه الطازجة مثل الموز والبابايا والتفاح، إضافة إلى بروتينات خالية من الدهون كسمك وبيض مسلوق وديك رومي. كما يُنصح بشرب كميات كافية من الماء والشاي الخفيف وماء جوز الهند للحفاظ على الترطيب وتسهيل الهضم.

أطعمة يجب الابتعاد عنها

يشمل تجنّب الأطعمة ما يساهم في تفاقم الالتهاب ويزيد الألم كالأطعمة الدهنية الحيوانية بأنواعها واللحوم الحمراء والزبدة، إضافة إلى المقليات والوجبات السريعة والسكريات والمشروبات الغازية. كما يحظر تناول النقانق واللحوم المعلبة والمواد المصنعة والصلصات الجاهزة مثل المايونيز والكاتشب والخردل، لأنها تشكّل عبئًا إضافيًا على البنكرياس. يهدف الامتناع عن هذه الأطعمة إلى حماية المريض من تكرار النوبات وتخفيف الضغط على الغدة أثناء الإفراز الهضمي.

أسلوب الحياة المساند

إلى جانب الالتزام بنظام غذائي، يعد تبني نمط حياة صحي ضروريًا، فيشمل الإقلاع عن التدخين والحفاظ على وزن مستقر وممارسة نشاط بدني متوسط بانتظام، مع متابعة الطبيب دوريًا لضبط النظام الغذائي وفق تطور الحالة. كما يجب التعامل مع أي تغييرات في الأعراض مع الفريق الطبي وتحديث الخطة الغذائية عند الحاجة. يساهم الالتزام بالنشاط اليومي المعتدل في تقليل مخاطر التفاقم وتحسين جودة الحياة للمصابين بالتهاب البنكرياس.

مقالات ذات صلة