رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

حصاد الإمارات 2025.. القطاع الصحي يعزّز مكانته بإنجازات نوعية

شارك

شهد عام 2025 سلسلةً من الإنجازات النوعية في القطاع الصحي في دولة الإمارات رسّخت مكانتها كمنصة عالمية للابتكار الطبي وعزّزت جاهزية المنظومة الصحية بمكوناتها التشخيصية والعلاجية والبحثية، وذلك نتاج رؤية وطنية تركّز على الاستثمار في البنى التحتية الصحية وتمكين الكفاءات وإبرام شراكات دولية متقدمة، إلى جانب تطوير التشريعات والسياسات الوقائية لتعزيز جودة الحياة وصون صحة المجتمع.

الإطار التنظيمي والسياسي الصحي

واعتمد مجلس الوزراء السياسة الوطنية لمكافحة المخاطر الصحية، وأُعيد تشكيل المجلس الصحي واللجنة الوطنية للصحة العامة بما يتوافق مع المستجدات الدولية في الوقاية والتأهب الصحي.

وأصدرت حكومة الإمارات مرسوماً بقانون اتحادي يعدل أحكام التبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة، في إطار تطوير المنظومة التشريعية الصحية وانسجاماً مع السياسات الدولية التي تعتمد استخدام الأعضاء الحيوانية أو المصنّعة كحلول علاجية متقدمة، مع تطبيق ضوابط وفنية وطبّية دقيقة تكفل سلامة المرضى وتمنع أي ممارسات غير منظمة أو غير آمنة.

التأمين الصحي والبنية التحتية والتوزيع اللقاحي

وشهد العام اعتماد نظام التأمين الصحي للعاملين في حكومة الفجيرة وافتتاح مركز إقليمي لتوزيع اللقاحات في أبوظبي، يهدف إلى تعزيز التغطية الصحية والاستجابة اللوجستية لتوفير اللقاحات بشكل فعال وآمن.

كشفت سلطة مدينة دبي الطبية عن خطة تطويرية بقيمة 1.3 مليار درهم تشمل إنشاء مبنى مبتكر ومجمّعاً طبياً جديداً، بينما أعلن المؤتمر الدولي للصيدلة والطب (ICPM 2025) عن إطلاق ثلاثة مصانع دوائية جديدة في الشارقة باستثمارات تفوق 308 ملايين درهم.

القدرات التشخيصية والابتكار الطبي

عزّزت الإمارات مكانتها منصةً عالميةً للتشخيص المتقدّم عبر مشروعٍ يقوده مركز أبوظبي للخلايا الجذعية ومستشفى ياس وجامعة نيويورك أبوظبي لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في التصوير بالرنين المغناطيسي لتشخيص مرض التصلب المتعدد بدقة أعلى وسرعة أكبر، كما أعلنت شركة M42 عن خطة إنشاء أول منشأة للعلاج بالأيونات الثقيلة في الشرق الأوسط ضمن مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي لتقديم أحد أكثر أنواع العلاج الإشعاعي دقة لمرضى الأورام.

الصحة العامة والشمول والوقاية

على مستوى الصحة العامة، أنجزت وزارة الصحة ووقاية المجتمع أكثر من 95% من أعمال المسح الصحي الوطني و78% من مسح التغذية الوطني، إضافة إلى الانتهاء من الأعمال الميدانية لحملة المسح الوطني للصحة والتغذية 2024-2025، كما كشفت الوزارة عن الدليل العلمي المحدّث لبرنامج مكافحة الدرن لعام 2025.

واصلت المؤسسات الصحية في الدولة حصد الاعتمادات الدولية، إذ حصلت مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية على اعتماد اللجنة الدولية المشتركة لرعاية مرضى السكري في 12 مستشفى و8 مراكز، لتصبح أكبر شبكة رعاية السكري في العالم، كما أصبحت الجهة الأكبر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في عدد منشآت إعادة التأهيل المعتمدة من CARF، وفازت بأربع جوائز دولية خلال مؤتمر الاتحاد الدولي للمستشفيات 2025.

وفي إطار الشمول الصحي، احتلت الإمارات مركزاً متقدماً على مستوى العالم وفق مؤشر الشمول الصحي الصادر عن هاليون وإيكونوميست إمباكت، حيث تتصدر التوعية الصحية والمشاركة المجتمعية.

الابتكار العلمي والجهود العالمية

كشف برنامج «حياة» عن تنفيذ أكثر من 2034 عملية زراعة أعضاء وتدريب أكثر من 10 آلاف كوادر متخصص، مع تصدّر الإمارات عالمياً في نسبة نمو المتبرعين لكل مليون نسمة.

وبرزت في أبوظبي استراتيجية الحياة الصحية التي تضم أكثر من 20 مبادرة ستنفّذ خلال 2026 لترسيخ مفهوم العافية المستدامة وتعزيز جودة الحياة لجميع أفراد المجتمع.

وفي سياق تعزيز البحث العلمي، نشرت جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية أول مرجع جينومي عربي شامل في مجلة نيتشر كوميونيكيشنز، وهو إنجاز علمي غير مسبوق في المنطقة.

كثّفت الإمارات جهودها في مكافحة الأمراض المزمنة عالميًا، إذ أطلق المعهد العالمي للقضاء على الأمراض المعدية «غلايد» مشروعاً بحثياً لتحليل البيانات التاريخية للملاريا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بهدف منع إعادة توطين المرض، وفي ديسمبر شهدت أبوظبي فعالية رفيعة جمعت قيادات دولية ومساهمين بارزين عالميين في قطاع الرعاية الصحية بموجب تعهد جماعي بقيمة 1.9 مليار دولار لدعم جهود القضاء على شلل الأطفال.

مقالات ذات صلة