أعلنت دراسة استمرت عقدًا من الزمن أجرتها جامعة فليندرز في أستراليا أن استهلاك القهوة بكثرة، أكثر من خمسة أكواب يوميًا، يرتبط بانخفاض كثافة العظام. ويكون الأثر أقوى بين النساء الأكبر سنًا، وهو عامل معروف يرفع خطر الكسور. وقد رصدت الدراسة تغيّرات طويلة الأمد في كثافة المعادن في العظام كمعيار لتقييم مخاطر هشاشة العظام. وفي النتائج الأولية ظهر فرق بسيط لكنه ثابت في كثافة الورك مقارنة بمن لا يشربن القهوة.
تأثير الشاي والكافيين
وجد الباحثون أن شرب الشاي كان مرتبطاً بارتفاع بسيط وثابت في كثافة عظام الورك مقارنةً بمن لا يشربنه. وكان الفرق المقاس نحو 0.003 جم/سم² عند الورك، وهو معدل يعادل تباطؤاً في فقدان العظام يقارب عامًا واحدًا في مجموعات كبيرة. أشار ليو، أحد مؤلفي الدراسة، إلى أن حتى التحسنات الصغيرة في كثافة العظام يمكن أن تترجم إلى انخفاض في عدد الكسور عبر مجموعات كبيرة. وأوضح أن أنواع الشاي الشائعة، مثل الأسود والأخضر وحتى الشاي منزوَع الكافيين، غنية بمركبات الفلافونويدات والكاتيكينات المرتبطة بفوائد دعم العظام، مع التوصية باختيار الأنواع غير المحلاة.
العلاقة مع استهلاك القهوة والكحول
لاحظ الباحثون أن النساء اللاتي تناولن كميات كبيرة جدًا من القهوة، وكان لديهن استهلاك أعلى للكحول طوال حياتهن كنّ أكثر انخفاضاً في كثافة الورك. وأوضحت أن الدراسة لم تحدد ما إذا كان هناك تفاعل بين العوامل أم أنها تتعايش بشكل مستقل. ومن ثمّ يبقى من المهم إدراك أن استهلاك القهوة والكحول معاً قد يسهمان في زيادة خطر انخفاض كثافة العظام بين النساء المسنات.
إرشادات عملية للشرب الصحي
أوضح ليو أن القهوة لا تضر العظام عند الاعتدال، بينما قد يوفر الشاي فائدة داعمة بسيطة للنساء الأكبر سنًا عندما يُستخدم كإضافة وليس كاستراتيجية وقائية وحيدة. وأشار إلى أن الشاي يحتوي على مركبات مثل الفلافونويدات والكاتيكينات المرتبطة بفوائد دعم العظام. وأضاف أن الكافيين قد يملك تأثيراً طفيفاً على امتصاص الكالسيوم، لكنه غالباً لا يمثل مصدر قلق لمن يحصلون على كمية كافية من الكالسيوم عبر الغذاء أو بإضافة الحليب إلى القهوة. ويُوصى باختيار الشاي غير المحلى وتجنب السكر المضاف، مع الاعتدال في استهلاك القهوة كإضافة داعمة وليس كاستراتيجية وقائية وحيدة.
