رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

التعرق المفرط: هرمونات أم توتر؟ الأسباب وطرق العلاج

شارك

تشير الدكتورة ميناكشي جان، استشارية أولى في قسم الطب النفسي بمستشفى أمريتا في فريد آباد، إلى أن القلق قد يظهر على شكل تعرّق مفرط في مواقف اجتماعية وأمام توقعات مهمة. وتوضح أن التعرّق المرتبط بالقلق غالبًا ما يبدأ فجأة، لا بسبب الجهد البدني، بل نتيجة الترقب قبل اجتماع أو تفاعل اجتماعي أو في أماكن مزدحمة. وتلاحظ أن راحتي اليدين والوجه وتحت الإبطين قد تصبح رطبة وتغمر الملابس بالعرق نتيجة إفراز هرمونات التوتر التي تزيد من نشاط الغدد العرقية. كما تؤكد أن هذه الاستجابة ليست وهماً بل علامة حقيقية فيزيولوجية يمكن أن تؤثر في جودة الحياة لدى بعض الأشخاص.

ما هو التعرّق المرتبط بالقلق؟

في البيئات السريرية، يظهر التعرّق المرتبط بالقلق بنمط محدد، حيث يبدأ فجأة بسبب الترقب وليس نتيجة النشاط البدني. يشعر الفرد بارتفاع معدل ضربات القلب وتوهّج الوجه وتبلل راحة اليدين والوجه وتغمر الملابس بالعرق. يشرح الخبراء أن الجسم يدخل في حالة الكر والفر نتيجة ارتفاع هرمونات التوتر، ما يحفز الغدد العرقية خصوصاً في راحتي اليدين وباطن القدمين ومناطق أخرى. ومع أن هذه العلامات قد تكون مزعجة، فإنها غالباً ما تكون جزءاً من استجابة جسدية طبيعية للقلق وليست علامة مرض نفسي وحده.

أسباب أخرى وتقييم طبي

ليس كل تعرّق مفرط ناتجاً عن القلق، فقد تشير التغيرات الهرمونية، خاصة خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث، إلى هبات ساخنة وتعرق ليلي. كما أن أمراض الغدة الدرقية وتغيرات الوزن قد تسبب تعرقاً مستمراً مع أعراض إضافية مثل الخفقان وعدم القدرة على تحمل الحرارة. لذلك يجب عدم اعتبار كل تعرق مرتبطاً بالتوتر كدليل قاطع على اضطراب قلق دون تقييم طبي شامل من منظور الصحة النفسية والجسدية. هذه الاختلالات قد تحتاج رعاية طبية متكاملة لتحديد السبب وخطة العلاج المناسبة.

متى يجب الانتباه والتقييم

تنصح الدكتورة جان بمراقبة التعرق الليلي، فبينما قد يعيق القلق النوم ويزيد من الأرق، فإن التعرق الغزير ليلاً قد يشير إلى وجود التهاب أو اختلال هرموني أو مشكلات صحية أخرى، خصوصاً إذا كان مصحوباً بفقدان وزن أو حمى أو تعب مستمر. يجب استشارة الطبيب إذا استمر التعرق أو زاد بشكل ملحوظ، أو رافقه علامات جسدية أخرى، لتحديد السبب ووضع خطة علاج مناسبة. كما يهم الانتباه إلى العوامل المحفزة مثل الكافيين وقلة النوم والإفراط في التحفيز الذهني المستمر، لأنها قد تزيد من حدة الأعراض وتؤثر في فاعلية العلاجات النفسية والدوائية عند الضرورة.

الأدوية وتأثيرها

تشير الدكتورة جان إلى أن بعض مضادات الاكتئاب والقلق ومسكنات الألم قد تزيد من التعرق كأثر جانبي، ويهجر المرضى الحديث عن ذلك خوفاً من الحكم. وتؤكد أن التعرّق الناتج عن الأدوية يمكن أن يجعل الالتزام بالعلاج صعباً، إلا أن التغيير في الوصفة غالباً ما يكون خياراً متاحاً. وتضيف أن التعرق المرتبط بالقلق هو جزء من استجابة الجسم الطبيعية ويمكن التحكم فيه بالعلاج النفسي وإدارة التوتر، إضافة إلى استراتيجيات مناسبة. إذا استمر التعرق أو تفاقم مع أعراض جسدية أخرى، فينبغي التعاون مع الطبيب وأخصائي الصحة النفسية لتحديد السبب وخطة العلاج الملائمة.

مقالات ذات صلة