رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

4 مخاطر التربية النرجسية على الأطفال تقيد مهاراتهم

شارك

أعلن موقع Psychology Today في تقرير نشره عبر منصته الإلكترونية أن النزعة النرجسية في التربية تترك آثارًا نفسية وسلوكية عميقة على الأبناء. يشرح التقرير أن هذا الأسلوب يفرض رؤية الآباء وسلطتهم ويقصي مشاركة الأبناء في اتخاذ القرار المؤثر في حياتهم. ويوضح أن ذلك يحرم الأبناء من الرعاية العاطفية الأساسية مثل المشاركة والتقدير والتعاون، ما ينعكس سلبًا على شعورهم بالأمان وثقتهم بأنفسهم. وتطرح هذه السطور أبرز الأضرار وكيف يمكن للآباء تجنبها لتقليل أثرها على الأبناء.

تراجع الطاقة العاطفية

يعمد الآباء الذين يفضلون فرض قراراتهم على حساب مشاعر الأبناء إلى حرمانهم من الرعاية العاطفية الكاملة التي تشمل المشاركة والتقدير والتعاون. عندما يغيب هذا الدعم، يواجه الأبناء عدم الأمان ويبدأون في الشك بمشاعرهم واحتياجاتهم. يبحثون عن القبول والتقدير خارج نطاق الأسرة من خلال الأصدقاء أو الأقارب لتلبية النقص العاطفي الذي يعانون منه.

ينعكس هذا النقص في العلاقات اللاحقة حيث يفقد الأبناء كثيرًا من الاستقرار العاطفي ويصبحون أكثر بحثًا عن الإشباع العاطفي الخارج عن الأسرة. تتأثر قدرتهم على بناء روابط صحية مع الآخرين وتزداد مخاطر التعرض لمشاعر الرفض أو القلق الناتج عن بيئة تقصي المشاعر. في النهاية، يضعف ارتباطهم العاطفي مع الأسرة وتتناقص فرص دعمهم النفسي المستمر.

محدودية المهارات وتوقف النمو الشخصي

استمرار الممارسة النرجسية من الآباء يؤدي إلى تجاهل احتياجات الأبناء الفردية وعدم اكتشاف مواهبهم ونقاط قوتهم. نتيجة ذلك يفقد الأبناء فرص التطور واكتساب مهارات جديدة يوماً بعد يوم. يكبرون دون وعي بإمكاناتهم الحقيقية، ما ينعكس سلباً على ثقتهم بأنفسهم وقدرتهم على التقدم في الحياة.

يؤدي ذلك إلى نقص في الاستعداد الذاتي للمواجهة والتحديات، ويفقد الأبناء الفرص لاستثمار مواهبهم وتطويرها بسبب الاعتماد المستمر على رأي الوالدين. وتترتب على ذلك آثار طويلة الأمد تتعلق بثقتهم بأنفسهم وتخطيطهم للمستقبل، مما يعيق نموهم الشخصي المهني والاجتماعي بشكل عام.

اعتمادية مفرطة على الوالدين

يسعى الآباء النرجسيون إلى حضور دائم وتأثير مستمر في حياة أبنائهم، ويؤكدون تأثير قراراتهم بشكل مستمر، وهذا يضعف إحساس الأبناء بالاستقلالية. ينشأ الطفل وهو غير قادر على اتخاذ قرار أو التفكير بشكل مستقل دون الرجوع إلى والديه، ما يعزز شعوره بالعجز ويقلل من ثقته بنفسه على المدى الطويل. تعتمد عادات التفكير لدى الابن بشكل رئيسي على موافقات الوالدين وتوجيهاته.

نتيجة ذلك، يواجه الأبناء صعوبة في الاعتماد على أنفسهم في المواقف اليومية، ويصبحون أكثر تحفظًا وخوفًا من اختيار مساراتهم الذاتية. ينعكس هذا على قدراتهم في اتخاذ قرارات مستقلة وتطوير مبادرات شخصية، مما يحد من فرصهم في بناء حياة مستقلة وناجحة في المستقبل.

ضعف التكيّف الاجتماعي

يشعر الأبناء في ظل هذه التربية بأن آرائهم غير مهمة وأن أفكارهم لا قيمة لها، وهو ما يؤدي إلى الانسحاب الاجتماعي والخوف من التعبير عن الرأي. مع الوقت يبتعدون عن المشاركة في التجمعات أو النقاشات ويصبحون أقل قدرة على التواصل والتعامل مع الآخرين، بما يؤثر على علاقاتهم الاجتماعية ونموهم النفسي. تتأثر قدرة الطفل على التفاهم مع المجموعات وتكوين صداقات صحية نتيجة نقص الثقة والاعتمادية على الذات.

تظهر آثار هذا النقص في التكيف مع المواقف الاجتماعية المستقبلية، حيث يواجه صعوبات في بناء شبكات دعم اجتماعي وشعور بالانتماء. كما يواجهون تحديات في التفاعل العُضوي مع الآخرين في بيئات مختلفة، ما ينعكس على صحتهم النفسية وتطورهم الاجتماعي على المدى البعيد.

مقالات ذات صلة