تكشف قاعدة بيانات PlasticList أن العديد من الوجبات السريعة الشهيرة من سلاسل المطاعم الكبرى في الولايات المتحدة تحتوي على مستويات عالية من مواد كيميائية تستخدم في البلاستيك. وتوضح النتائج وجود فروق في نسبة هذه المواد بين وجبات مختلفة، حيث تترك هذه المواد آثارها في الغذاء من خلال التغليف أو أثناء الإنتاج والتعبئة والتوصيل. كما أن الفثالات، وهي فئة من المواد البلاستيكية، معروفة بالتسرب إلى المواد الغذائية وتؤثر في الصحة عند التعرض المزمن. ففي بوريتو الدجاج بلغت كمية ثنائي إيثيل هكسيل فثالات (DEHP) أكثر من 14000 نانوجرام في الحصة الواحدة، وهو مركب يرتبط بزيادة مخاطر السرطان والعيوب الخلقية.
مركبات بلاستيكية في وجبات
وأظهر التحليل وجود مركبات أخرى مثل ثنائي ميثيل فثالات DMP في تاكو بيل، حيث تجاوزت نسبة DMP 74% من جميع المواد الغذائية الأخرى في قاعدة البيانات، وبلغت الحصة أكثر من 1000 نانوجرام. وتُشير النتائج إلى أن DMP قد يحفز نشاطاً مسرطناً في التجارب على الحيوانات، وهو ما يثير القلق الصحي حول تناوله عبر الغذاء المستهلك.
وجبات محددة عالية البلاستيك
كما أظهرت النتائج أن فطيرة كوارتـر بالجبن احتوت على نسب عالية من ثنائي إيزوبوتيل فثالات (DIBP) أعلى من 72%، ونسب مرتفعة من ثنائي إيثيل هكسيل تيريفثالات (DEHT) أعلى من 93%، لتصل كمية هذه الفثالات إلى 406,020 نانوجرام في الحصة الواحدة. وإضافة إلى ذلك، ورد وجود مواد لاصقة وشمع وحبر وغيرها ضمن هذه الحصة، ما يعكس تنوع مصادر البلاستيك في التغليف والمواد المستخدمة في المنتج.
وجبات أخرى مرتفعة جداً
ومن بين أصناف الوجبات الأخرى التي تبين أنها تحتوي على مستويات عالية جداً من أنواع البلاستيك، قطع الدجاج وووبر بالجبن في مطعم شهير آخر في الولايات المتحدة. كما احتوت تلك الوجبات على أعلى مستويات من DEHT، حيث تراوحت بين 3.3 و5.8 مليون نانوجرام لكل وجبة، كما ظهرت مستويات مرتفعة من DEHA أيضاً بنسبة تقارب 75–85% من جميع المواد الغذائية الأخرى في قاعدة البيانات.
التداعيات الصحية والدعوات
وقد رُبط DEHT سابقاً بأمراض القلب والأوعية الدموية لدى أشخاص تتراوح أعمارهم بين 55 و64 عاماً على مستوى العالم، وتُشير بعض التقديرات إلى وجود وفيات مرتبطة بهذه المادة قد تصل إلى مئات الآلاف. وفي عام 2018، أظهر أحد أنواع البرغر الشهير نسب DEHT بين 2.9 و3.6 مليون نانوجرام للحصة مع وجود DEHA ومركبات بلاستيكية أخرى ضمن المكونات. وتؤكد النتائج أن وجود هذه المواد في الأغذية الفائقة المعالجة يثير قلق الصحة العامة بشكل مستمر.
رد الجهات التنظيمية والدعوات إلى التغيير
أعلن ديفيد أندروز، القائم بأعمال كبير المسؤولين العلميين في مجموعة العمل البيئي، أن الفثالات لا تزال تُكتشف في الغذاء، وبخاصة في الوجبات السريعة والأطعمة فائقة المعالجة، وأن إدارة الغذاء والدواء لم تحظر استخدامها رغم الأدلة المتزايدة، وتقديم التماس لوقف استخدامها في عام 2016.
