تتحدث هذه المقاربة عن طفرة الاستثمار في الذكاء الاصطناعي التي دفعت Nvidia إلى تسجيل ارتفاعات كبيرة في قيمتها خلال العامين الماضيين. يذكر أن جينسن هوانغ، الرئيس التنفيذي للشركة، افتتح مكالمة المستثمرين بمحاولة تهدئة المخاوف من وجود فقاعة قائلاً إن المشهد مختلف تماماً من منظوره. كما يؤكد الخطاب أن هناك من يحذرون من فقاعة يرد عليهم المستثمرون بأن الإنفاق مستمر. وتبرز القراءة أن آراء المؤيدين للطفرة من ذوي المصالح يعززون الاعتقاد بأن الاستثمار ليس في طور الانقاص.
شكوك وتباطؤ تقني
يرى بول كيدروسكي، المستثمر المخضرم وزميل معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في الاقتصاد الرقمي، أن الواقع في الصناعة يبعث على شكوك جدية. يشير إلى أن كميات كبيرة من رؤوس الأموال تتدفق إلى ما يسمى بالثورة ولا يعتمد ذلك بشكل كاف على أساس متين. يقول إن التكنولوجيا مفيدة لكن وتيرة تحسنها توقفت تقريباً، لذلك فكر الاعتقاد باستمرار الثورة خلال السنوات الخمس المقبلة يعتبر غير دقيق. يحذر من مخاطر الاعتماد على توقعات عالية دون رصيد كاف من الدليل.
ضخ هائل للأموال وتوقعات غير مثبتة
تشير تقديرات إلى أن شركة OpenAI تبلغ إيراداتها نحو 20 مليار دولار سنوياً، وتخطط لإنفاق نحو 1.4 تريليون دولار على مراكز البيانات خلال السنوات الثماني المقبلة. يعتمد النمو على مبيعات مستمرة للأفراد والشركات، لكن هناك إشارات تدعو إلى الحذر مع أن 3% فقط من الناس يدفعون مقابل خدمات الذكاء الاصطناعي. يقول دارون عجم أوغلو، الاقتصادي في MIT والحاصل على جائزة نوبل في الاقتصاد عام 2024، إن النماذج تُضخَّم بشكل مبالغ فيه ونستثمر أكثر مما ينبغي. يضيف أن التقنيات قد تضيف قيمة حقيقية في السنوات العشر القادمة، لكن ما يُعلَن في الصناعة اليوم ليس بالضرورة دقيقاً.
ضخ التوسع ومراكز البيانات
ويشير التقرير إلى أن شركات كبرى مثل أمازون وجوجل وميتا ومايكروسوفت تعتزم إنفاق نحو 400 مليار دولار على الذكاء الاصطناعي هذا العام، مع تخصيص نحو 50% من التدفقات النقدية لتمويل مراكز البيانات. وتستند هذه التحركات إلى سعي الشركات لاستدامة البنية التحتية المطلوبة لدعم النماذج والأنظمة الحديثة. كما بدأت شركات كبرى في اللجوء إلى الملكية الخاصة والديون لتمويل التوسع وتفادي تحميل ميزانياتها بالديون المباشرة. ومثال ذلك تمويل مركز بيانات في لويزيانا بقيمة 27 مليار دولار عبر شركة Blue Owl Capital، حيث تقضي الصفقة بأن يظل لدى ميتا التزامات مالية مقابل استئجار المركز مع وجود رهن على الأصول.
تمويل التوسع بالديون وشركات الأغراض الخاصة
هذا النوع من التمويل يثير ذكرى أزمنة مضت حين ظهر مفهوم “شركة لأغراض خاصة” لتجنّب إدراج الدين بشكل مباشر. يفسر لوريا من جولدمان ساكس أن بعض ترتيبات التمويل تهدف لإبقاء الدين خارج الميزانية، لكن المخاطر تبقى قائمة إذا ارتفع عبء الالتزامات عند تغيرات السوق. يؤكد أن هذا النمو سيفضي إلى مخاطر مالية إذا تباطأ الطلب، ويشبه تكرار أخطاء الماضي عندما انفجرت فقاعة دوت كوم. نحن نستمر في متابعة التطورات بعين حذرة.
رهانات على عوائد قد تكون خيالية
يقدِّر محللو مورجان ستانلي أن الإنفاق على بنية تحتية للذكاء الاصطناعي قد يصل إلى نحو 3 تريليونات دولار حتى 2028، بينما تغطي التدفقات النقدية نصف هذا المبلغ فقط. يحذر لوريا من أن النمو المستقر للسوق قد يؤدي إلى فائض في السعة ويجعل الديون بلا قيمة للمؤسسات المالية. يربط ذلك بتكرار تجربة فقاعة دوت كوم قبل 25 عاماً عندما بُنيت شبكات ألياف لمستقبل لم يصل بعد، محذراً من أزمة مالية أخرى إذا لم نكن بحاجة لكل هذه المراكز في المستقبل.
الصفقات الدائرية تثير القلق
هناك قلق من الطبيعة الدائرية للاستثمارات، مثل الصفقة الأخيرة بقيمة 100 مليار دولار بين إنفيدياً وOpenAI حيث تقترض إنفيدياً لتمويل مراكز البيانات وتملأ OpenAI لاحقاً تلك المراكز برقائق إنفيدياً. يرى محللون أن هذه الترتيبات تدعم أحد أكبر العملاء بشكل مصطنع لتضخيم الطلب. كما دخلت CoreWeave في اللعبة حيث تعاقدت معها OpenAI بمليارات لاستئجار قدرات الحوسبة مقابل أسهم، وتضمن إنفيدياً شراء أي سعة غير مستخدمة حتى عام 2032. يصف عجم أوغلو هذه الصيغ بأنها قد تكشف في نهاية المطاف عن “بيت من ورق”.
مستثمرون كبار ينسحبون
بدأت علامات القلق تظهر بين كبار المستثمرين عندما باع الملياردير بيتر ثيل حصته في إنفيدياً بقيمة 100 مليون دولار هذا الشهر، بعد أن باع سوف بنك حصته في الشركة بقيمة 6 مليارات دولار. عاد مايكل بيري، المستثمر المعروف بتوقعاته السابقة للأزمة الاقتصادية، للظهور محذراً من إنفيدياً، ووصف الصناعة بأنها خداع محاسبي وصفقات دائرية، قائلاً عبر منصة X: “الطلب النهائي الحقيقي صغير بشكل مثير للسخرية.. معظم العملاء يتم تمويلهم من قبل مورديهم”.








