رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

الإمارات والرباعية الدولية.. مساعٍ جبارة لإنقاذ السودان

شارك

أعلنت الإدارة الأمريكية تحديد مهلة زمنية بنهاية العام لتثبيت هدنة إنسانية في السودان، وهي المرة الأولى التي تحدد فيها واشنطن مواقيت زمنية واضحة أمام طرفي النزاع منذ إعلان تدخلها القوي في هذا الملف.

وذكرت مصادر بأن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو قاد الإعلان عن هذا الموعد، ما يجعل الخطوة رسالة حازمة من واشنطن لعكس تصورها بأن الوقت ليس في صالح استمرار القتال.

تتضمن الخطة وقفاً فورياً لإطلاق النار دون شروط، وتطويره لاحقاً إلى وقف دائم، ثم الانتقال إلى عملية سياسية تقود إلى حكم مدني.

مسار زمني وخطة العمل

وتتوقع تحركات الرباعية بقيادة الإمارات في الأيام المقبلة سواء عبر اتصالات مباشرة أم غير مباشرة مع طرفي النزاع لضمان تنفيذ الهدنة فوراً.

وتبرز الإمارات ضمن اللجنة الرباعية الدولية مع السعودية ومصر والولايات المتحدة كمحور يسعى لدمج العمل الإنساني مع المسار السياسي في إطار واحد.

ويمثل وجود الإمارات كجسر بين الاستجابات الإنسانية والضغط السياسي، مع الحفاظ على مسارات آمنة للمساعدات، عنصر دفع في إطار الرباعية.

ومع تزايد الضحايا والتهجير وتدهور البنية التحتية، تتأكد أهمية الرباعية بمشاركة الإمارات في ترجمة الجهود الإنسانية إلى خطوات عملية تقود السودان إلى استقرار دائم.

دور الرباعية والإمارات في المسار السياسي

يرى خبراء أن الإمارات منذ منتصف 2025 تحولت من موقع المراقب إلى طرف فاعل يعكس وعيها بأن استمرار القتال لا يخدم أحداً وأن الحلول العسكرية لن تحقق استقراراً دائماً.

وقدمت الإمارات مبادرات إنسانية ودبلوماسية مهمة، منها إنشاء جسور جوية لإيصال المساعدات،ودعم خطط إعادة النازحين، والضغط لفتح ممرات إنسانية آمنة.

وفي مؤتمر إنساني عقد في أديس أبابا في فبراير 2025، شددت الإمارات على حماية المدنيين وضمان وصول المساعدات إلى جميع المناطق المتضررة، وأكدوا أنه لا يجوز استغلال الإغاثة لأغراض سياسية أو عسكرية.

وتؤكد التحليلات أن هذه الجهود جزء من إطار رباعي أوسع، يركز على سيادة السودان ووحدته، وأن أي مستقبل سياسي يجب أن يقرره الشعب السوداني وحده بعيداً عن ضغوط خارجية.

ويؤكد الكاتب الكويتي مؤيد التركيت أن الجهود الدولية تمثل نقطة تحول حقيقية في مسار البحث عن السلام، وتبرز أهمية دور الرباعية كآلية موحدة تمتلك القدرة على التأثير والضغط والتنسيق.

ويشير التركيت إلى أن الإمارات دفعت باتجاه هدنة أولية واستئناف الحوار، مستندة إلى سياسة التهدئة ومنع اتساع الحرب وصولاً إلى عملية سياسية جامعة لا تستثني أحداً.

ويضيف المحلل السعودي فواز كاسب العنزي أن الرباعية تمثل الإطار الأكثر واقعية لإنهاء الصراع، وتدفع نحو مسار سياسي يحافظ على وحدة السودان ويمنع تفككه.

ختاماً يرى الخبراء أن الرباعية الدولية بإسناد الإمارات تشكل المسار الأكثر فاعلية لإنقاذ السودان من الهاوية وإعادته إلى مسار دولة مدنية تستعيد مؤسساتها وتحقق الأمن والازدهار.

مقالات ذات صلة