آثار التدريب المفرط
تشير تقارير خبراء الصحة إلى أن الإفراط في التدريب قد يضع الجهاز القلبي الوعائي تحت ضغط مستمر عندما تمارس تمارين عالية الكثافة يوميًا دون فترات راحة كافية. يلاحظ الأطباء أن هذا الإجهاد المزمن قد يسبب خلل انتظام ضربات القلب، والإرهاق المستمر، والدوار، وربما التهاب عضلة القلب مع مرور الوقت. ولا يقتصر الخطر على فئة بعينها، بل يشمل الشباب الأصحاء أيضًا عندما يحمّلون أجسامهم فوق طاقتها. تؤكد المستشفيات والمراكز الطبية أن التوازن بين التمرين والاستشفاء ضروري للحفاظ على صحة القلب.
تشير الدراسات إلى أن التدريب المفرط غير المنظم يرفع مستويات هرمونات التوتر، مما يؤثر سلبًا في انتظام نبضات القلب ويزيد مخاطر الإجهاد المزمن للجهاز القلبي الوعائي. كما تتزايد مخاطر إصابات الجهاز العضلي الهيكلي مع التدريب عالي الكثافة دون فترات راحة كافية مثل كسور الإجهاد والتهابات الأوتار، وتزداد هذه المخاطر مع الاستمرار في البرنامج دون فترات استشفاء. ويتعرض المدى البعيد لخطر اضطرابات النوم، والتعب المستمر، واضطرابات الدورة الشهرية لدى النساء، كما قد ينخفض هرمون التستوستيرون لدى الرجال. كما قد يؤدي استخدام المكملات الغذائية المحسّنة للأداء دون إشراف طبي إلى مخاطر إضافية.
ويوجد خطر إضافي يتمثل في احتمال حدوث انحلال الربيدات حين يترافق التدريب الشديد مع الجفاف ونظام غذائي عالي البروتين، مما يطلق سموم في مجرى الدم يمكن أن يسبب تلفًا كلويًا حادًا إذا لم يتم تشخيصه مبكرًا. كما أن الإجهاد المزمن قد يخل بالنوم ويؤدي إلى التعب المستمر وتغيرات في المزاج. ويفسّر ذلك أن الجهاز الكلوي والقلب والعضلات قد تتأثر جميعها بنمط التدريب غير المراقب. لذلك، من المهم للممارسين أن يراقبوا علامات الإجهاد ويطلبوا استشارة طبية عند ظهور إشارات تحذيرية.
علامات التحذير والوقاية
تشير العلامات التحذيرية إلى ألم عضلي مستمر وتراجع في الأداء الجسدي، وضيق تنفس لا يتناسب مع الجهد المبذول. كما قد يظهر الدوار وتغيرات في معدل نبض القلب أو ألم صدر يثير القلق. عند ملاحظة هذه العلامات يجب التوقف عن التمرين والاتصال بمختص صحي فوريًا. يُنصح بمعرفة مستويات الترطيب والراحة وتقييم القلب بشكل دوري خاصة لمن يمارسون تمارين التحمل أو الكثافة العالية.
ينصح الخبراء بالتركيز على الترطيب الكافي وأخذ أيام راحة منتظمة بين فترات التدريب. كما يوصى بإجراء فحص قلبي دوري لتقييم النظام القلبي الوعائي خاصة لدى ممارسي التمارين القوية والتحمل. وتعتبر مراقبة مستويات الشوارد والتغذية المتوازنة والامتناع عن المكملات غير الخاضعة للإشراف ضرورة صحية. وتساهم هذه التدابير في تعزيز اللياقة دون تعريض القلب أو الكلى لخطر الإجهاد.








