رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

هل يسبب التوتر ارتفاع ضغط الدم وكيف نتحكم فيه؟

شارك

يؤكد الأطباء أن ارتفاع ضغط الدم غالباً ما يتطور دون أعراض واضحة في مراحله المبكرة، ما يجعل القياس المنتظم ضرورياً. ويظل التوتر المزمن أحد العوامل الخفية التي قد ترفع المستويات تدريجيًا دون أن نشعر به، ما يستدعي إدارة دقيقة للإجهاد. كما يحذرون من أن الإجهاد المستمر قد يزيد مخاطر أمراض القلب والسكتات الدماغية إذا لم يتم التحكم فيه بالشكل الصحيح. وتوضح هذه الحقيقة أن المتابعة المستمرة للضغط الدموي هي الخطوة الأولى للحماية الصحية.

تشير الأبحاث إلى أن التوتر الطويل يفعّل الجهاز العصبي المسؤول عن استجابة القتال أو الفرار، ما يؤدي إلى إفراز هرمونات مثل الكورتيزول بشكل منتظم. هذا التغير الهرموني قد يسهم في ارتفاع الضغط الدموي مع مرور الوقت. وتتضاعف المخاطر عندما يصاحب ذلك نمط حياة غير صحي يتضمن نقص النوم وقلة النشاط البدني والتبغ. وبذلك يصبح التحكم في التوتر جزءاً أساسياً من الوقاية من ارتفاع الضغط.

لا يوجد فحص طبي محدد لقياس التوتر المزمن بدقة، إذ يختلف الإحساس به من شخص لآخر. قد يظهر التوتر كصداع متكرر، وتوتر عضلي، وضيق تنفس، واضطرابات النوم، أو تعب دائم. ولذلك فإن الحوار المنتظم مع الطبيب حول مصادر التوتر وكيفية استجابة الجسم له يبقى ضرورياً.

فحص ضغط الدم

ينصح الأطباء بقياس ضغط الدم مرة واحدة على الأقل سنويًا، وتكراره أكثر إذا كان هناك تاريخ عائلي للارتفاع أو إذا كان الشخص يعاني التوتر المستمر. وتظهر قراءات تقارب 130/80 ملم زئبقيًا أو أعلى إشارات تستدعي متابعة طبية دقيقة. كما يجوز لبعض المرضى استخدام أجهزة قياس ضغط الدم المنزلية لقياس الضغط مرتين يوميًا قبل الفحص الطبي للحصول على صورة أوضح.

تغييرات نمط الحياة

تبدأ معالجة ارتفاع ضغط الدم بتعديل نمط الحياة، مع إعادة تقييم الضغط بعد 3 إلى 6 أشهر. يربط الأطباء النوم الجيد والتغذية الصحية وممارسة الرياضة بتراجع مستويات التوتر وضغط الدم بشكل ملحوظ. كما يجب تجنب التدخين والحفاظ على نشاط بدني منتظم مع الانتباه إلى إشارات الجسم عند الإجهاد.

تقنيات التخفيف من التوتر

تقترح الأطباء عدداً من الأساليب المدعومة علمياً، منها تمارين التنفس العميق لمدة 10 دقائق يومياً وتخفيض معدل التنفس إلى أقل من 10 أنفاس في الدقيقة. كما تفيد تمارين اليقظة الذهنية في البقاء باللحظة الحالية ومراقبة المشاعر دون الحكم. ويعتبر النوم الجيد ضرورياً، فالنوم لمدة سبع ساعات على الأقل ليلاً يربط مباشرة بانخفاض الضغط الدموي. وتساعد الأجهزة القابلة للارتداء في متابعة النشاط والتوتر، مع ضرورة استخدامها بحذر حتى لا تصبح مصدر قلق إضافي.

علاج في حال فشلت التغييرات

إذا لم تُخفض تغييرات نمط الحياة ضغط الدم إلى المعدل الطبيعي، يصف الطبيب أدوية مناسبة ذات آثار جانبية قليلة. وفي بعض الحالات المتقدمة قد يوافق الطبيب على إجراءات طبية معتمدة من الهيئات التنظيمية للمساعدة في خفض ضغط الدم على المدى الطويل، مثل إجراء استئصال تعصيب الكلى. يؤكد الأطباء أن التوتر ليس السبب الوحيد لارتفاع الضغط، لكن إدارته إلى جانب نمط حياة صحي ومتابعة طبية منتظمة يحميان القلب ويقللان من مخاطر المضاعفات.

مقالات ذات صلة