تعتبر التوحد حالة مرتبطة بنمو الدماغ تؤثر في طريقة إدراك الطفل وتفاعله الاجتماعي مع المحيطين به. وقد يؤدي ذلك إلى صعوبات في التواصل واستيعاب ما يعبر عنه المحيطون به، كما قد يظهر في صورة نوبات غضب بسيطة أو شديدة. وتختلف شدة هذه النوبات وفق الظروف والبيئة المحيطة بالطفل.
فهم لغة طفل التوحد
تؤكد الدكتورة منى الشيخ أن للطفل المصاب بالتوحد لغة خاصة تتطلب جهداً وبحثاً مستمراً من الأهل لفهمها. وتشبه محادثة الطفل بلغة غير مألوفة، لذا ينبغي على المحيطين به أن يبذلوا جهداً في تفسير الإشارات والكلام الذي يعبر عنه. وإذا لم يفهم المحيطون به أسلوب تعبيره فقد يؤدي ذلك إلى تفاقم الغضب وتزايد صعوبات التواصل.
نوبات الغضب وأنواعها
تشير الدكتورة إلى أن عدم فهم اللغة وطرق التعبير لدى الطفل قد يسبب نوبات غضب، وتؤكد ضرورة معرفة سبب الغضب والتعامل بهدوء وتقديم الدعم المناسب لتخفيف شدته. وتوضح أن النوبات قسمان، فهناك نوبات غضب خفيفة وأخرى أشد يحاول فيها الطفل إيذاء نفسه أو المحيطين به. وفي حالات النوبة الشديدة يحتاج الأمر إلى متابعة طبية ودواء محتمل مع البحث عن حلول يفهمها وفق قدراته.
نصائح عملية للأهل
حددوا أوقات ثابتة للمشاهدة عبر الشاشات وتجنبوا فرضها بعنف، مع جعل التوقيت واضحاً وتطبيقه تلقائياً قدر الإمكان. كما ينبغي ألا يترك الطفل يشاهد التلفزيون بمفرده، ويفضل اختيار محتوى بصري بسيط خالٍ من الموسيقى والإعلانات لتسهيل الفهم. قللوا تدريجياً من مشاهدة الشاشات، وابدأوا في بناء تواصل مشترك مع الطفل بدلاً من الاعتماد المفرط على الشاشات.
كما يصبح من الضروري قراءة معلومات عن التوحد وفهمه جيداً لتخفيف عبء التعامل. ولا تعتبروا رعاية الطفل التوحدي مسؤولية الأم وحدها بل يشاركها الأب دوراً مهماً يؤثر في نفسية الطفل وإيجابيته. وتوعوا الأخوات بأن الأخ المصاب يفهم بطريقة مختلفة ويحتاج إلى دعم وتفهم مستمرين.








