أعلن فريق من الباحثين أن النجوم الشبيهة بالشمس، مع تقدمها في العمر، تلتهم تدريجيًا أقرب كواكبها، ما ينذر بما قد يحدث للأرض بعد مليارات السنين. فعند احتراق وقود الهيدروجين تتضخم هذه النجوم وتصبح عمالقة قادرة على ابتلاع العوالم القريبة. ورغم أن الشمس لا تزال بعيدة عن هذه المرحلة، إلا أن الملاحظات تشير إلى أن نجومًا مماثلة في مواقع مختلفة بدأت بالفعل في التهام كواكبها. كما تظهر النتائج أن الأنظمة الكوكبية ليست مستقرة إلى الأبد، وأن تقدم النجم في العمر قد يحدد مصير العوالم، سواء بالبقاء سليمة أو الفناء.
المستقبل البعيد للنظام الشمسي
تشير الدراسة إلى أن التقرير نُشر أصلاً في مجلة Eos ثم نُشر لاحقًا على موقع Space، حيث قام الباحثون بتحليل بيانات من قمر ناسا الصناعي TESS لمقارنة النجوم الشابة والمتوسطة العمر والنجوم المتقدمة في العمر. وجدت الدراسة أن النجوم الأكبر عمرًا تستضيف عددًا أقل من الكواكب، وهو دليل على دمار كوكبي واسع النطاق على المدى الطويل. وبدراسة 457,000 نجم، حدد الباحثون 130 كوكبًا قريبًا، ما يشير إلى أن التوسع يولّد قوى مدّية تقلّص المدارات وتجرّد الأغلفة وتدمّر الكواكب.
أشار الباحثون إلى أن اكتشاف الكواكب حول النجوم المتقدمة في العمر لا يزال صعبًا، لأن إشارات العبور تكون أضعف لدى مرور الكواكب أمام نجوم أكبر. ويفترض أن تكون النجوم التي دُرست هنا ذات كتلة تقارب كتلة الشمس، الأمر الذي يجعل استنتاجاتها مؤشراً واقعيًا لمستقبل نظامنا الشمسي. وبناءً على ذلك، يعزز التشابه في الخصائص العامة الثقة بأن النتائج تمثل مسارًا عامًا لحياة الأنظمة الكوكبية مع تقدم النجوم في العمر.
وأشار خبراء مستقلون إلى أن هذا النهج يبدو واعدًا، ولاحظوا أن الدراسات السابقة لم تتمكن من جمع بيانات كافية لإظهار أنماط واضحة. ومن المتوقع أن تعزز بعثات مستقبلية، مثل مهمة بلاتو التابعة للوكالة الأوروبية، قياسات التركيب النجمي وحركة الكواكب لتحديد الكواكب التي تدور بنشاط نحو التدمير. كما أشاروا إلى أن النتائج قد تسهم في فهم مصير العوالم خارج النظام الشمسي.








