تبدأ العطلة الشتوية بتجديد فرص الترابط الأسري والاجتماعي بين الطلبة وأسرهم، بعيداً عن ضغوط الدراسة ومتطلبات الحياة الجامعية.
وتعتبر هذه العطلة وقتاً ثميناً لاستعادة التوازن والطاقات، ولإعادة ترميم جسور التواصل التي قد يبهت بريقها بسبب ازدحام الدراسة والاعتماد على الشاشات في المحاضرات الافتراضية والإنجازات الأكاديمية واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
تزداد أهمية تقليل الوقت أمام الأجهزة، فهذه الفترة تتيح للطلبة مجالاً أوسع للتفاعل الحقيقي مع أسرهم وممارسة أنشطة منزلية واجتماعية تعزز الصحة النفسية وتعيد بناء العلاقات الإنسانية، كما يمكن أن تكون فرصة لتصحيح العادات الرقمية نحو قراءة أو رياضة أو جلسات عائلية أكثر جودة.
الشعور بالانتماء
وتؤكد الجهات المختصة والمعنيون أن الإجازة تمنح الطلبة شعوراً أقوى بالانتماء من خلال قضاء وقتٍ نوعي مع الأسرة والمشاركة في فعاليات ثقافية ومجتمعية تبني روابط المجتمع وتدعم الهوية الجامعية المتوازنة.
وتتضمن أبرز النصائح تعزيز الروابط عبر قضاء وقت نوعي مع الأسرة، والمشاركة في فعاليات ثقافية ومجتمعية، وممارسة أنشطة مشتركة بين الآباء والأبناء مثل الرياضة والقراءة، وتشجيع الطلبة على التطوع والمبادرات المجتمعية، وفتح مساحة للحوار المفتوح حول المستقبل وتطوير مشروعات شخصية وإتاحة مساحة زمنية للنمو.
وتشير الدراسات إلى أن الإفراط في استخدام الشاشات قد يرتبط بمشكلات نفسية، لذا تبرز الحاجة إلى توجيه الوقت نحو توازن صحي بين التفاعل الرقمي والنشاط الواقعي.
آراء الخبراء وأولياء الأمور
وقال محمد عبدالله، رئيس معهد دبي للتصميم والابتكار، إن العطلة الشتوية تمثل مساحة زمنية ضرورية لاستعادة التوازن النفسي وتخفيف ضغوط الفصل الدراسي، ما يساعد الطلبة على استعادة نشاطهم والتواصل مع أسرهم.
وقالت الدكتورة فاطمة طاهر، أستاذة قسم الحوسبة والتكنولوجيا التطبيقية في جامعة زايد، إن تقليل الوقت أمام الأجهزة يمنح الطلبة مساحة أوسع للتفاعل الحقيقي مع أسرهم وممارسة أنشطة منزلية واجتماعية تعزز الروابط وتدعم صحتهم النفسية. كما أشارت إلى أن الإجازة قد تكون بداية لتصحيح العادات الرقمية وتوجيه الوقت نحو القراءة أو الرياضة أو جلسات عائلية أكثر جودة.
وأشارت الدكتورة شاكيل أجنيو، أستاذة علم النفس في جامعة هيريوت وات دبي، إلى أن إجازة نصف العام تساهم في استعادة نشاط الطلبة ونموهم، خاصة وأن نهاية الفصل الأول غالباً ما تكون مرهقة وتؤثر في أنماط النوم وتزداد أوقات الشاشات.
وقالت أمينة الطاهر، تربوية، إن الإجازة الشتوية لا يجب أن تكون للنوم فقط بل مساحة للحوار الأسري حيث يناقش الوالدان احتياجات الأبناء وتحدياتهم الجامعية، ويشجعانهم على تطوير مهاراتهم الشخصية والاجتماعية. كما ترى أن المشاركة في الأنشطة المجتمعية مثل التطوع والفعاليات الثقافية توسع مدارك الطلبة وتزيد انتماءهم للمجتمع.
وترى نادية غريب البسطي، ولية أمر، أن الإجازة الشتوية تتيح للأسرة دفء العلاقات، خصوصاً للطلبة المقيمين في السكن الجامعي أو الذين يقضون فترات طويلة خارج المنزل.
وأكد ولي الأمر جاسم الشامسي أن فترة العطلة الشتوية فرصة لاستثمار أوقات الأبناء في تعزيز الروابط الاجتماعية وتطوير مهاراتهم من خلال الأنشطة والزيارات العائلية، وأن تقليل الاعتماد على الشاشات يساعدهم في اكتشاف اهتمامات جديدة وتطوير قدراتهم في بيئة صحية ومتوازنة.
ويرى الطالب يوسف علي أن الإجازة الشتوية هي هدنة تعيد الحياة الطبيعية، إذ تتيح له المشاركة في نشاطات منزلية وجلسات عائلية بعيداً عن ضغوط الدراسة.
وقالت الطالبة ليلى عيسى إن العطلة تساعدها في إعادة تنظيم أولوياتها واكتساب مهارات جديدة، إضافة إلى التقرب من العائلة والأصدقاء الذين يقل تواصلهم خلال العام الدراسي.








