أعلن فريق باحثين من جامعة فليندرز الأسترالية نتائج جديدة تشير إلى أن شيخوخة المشيمة بسرعة خلال الحمل قد تفسر بعض حالات الإجهاض والولادة بجنين ميت. ونشرت الدراسة في المجلة الأمريكية لأمراض النساء والتوليد حيث توثق النتائج أن المشيمة، وهي شريان الحياة بين الأم والجنين، تتقدم في العمر وتفقد قدرتها على تغذية الجنين بشكل كافٍ. وتوضح النتائج أن التغيرات في المشيمة يمكن أن تزيد من مخاطر الإجهاض وتطرح فرصة للتحذير المبكر. كما تبرز أهمية هذا المسار لفهم أسباب وفيات الأجنة في مراحل مبكرة من الحمل.
وتبين أن جزيئات الحمض النووي الريبي الدائري circRNA تتراكم في المشيمة في وقت أبكر مما كان متوقع عند حالات الإجهاض. وتربط هذه الجزيئات ضرر الحمض النووي بتلف بنية الخلية وتدهور الخلية، ما يدفع المشيمة نحو الشيخوخة المبكرة وتقليل قدرتها على دعم نمو الجنين. كما أظهر البحث أن تقليل أحد هذه الجزيئات في خلايا المشيمة أبطأ الضرر وأخر الشيخوخة، مما يشير إلى أنها محركات نشطة لهذه العملية. وكشف التحليل أن بعض circRNA يمكن قياسها في دم الأم بدءاً من 15 إلى 16 أسبوعاً من الحمل، وهو ما يمنح إمكانية فحص دم بسيط للكشف عن حالات الحمل المعرضة للخطر قبل ظهور علامات التحذير.
العوامل الوراثية والوقاية
باستخدام التحليل الجيني القائم على الأسرة، حددت الدراسة أجزاء من الحمض النووي ترتبط بمخاطر ولادة جنين ميت، بما في ذلك مناطق مرتبطة بنمو الجنين ووظيفة المشيمة وفقد الحمل. وتشير النتائج إلى أن الجينات الموروثة عبر الأجيال قد تتضافر مع شيخوخة المشيمة المبكرة لزيادة احتمال الإجهاض وولادة جنين ميت. ويشير الباحثون إلى أن الجمع بين المؤشرات الجزيئية والمعلومات الجينية قد يساعد في بناء أدوات أكثر دقة لتحديد الحمل المعرض للخطر والتدخل المبكر.
يعمل الفريق حالياً على التحقق من صحة النتائج في مجموعات سكانية أوسع وأكثر تنوعاً، وتطوير أدوات فحص عملية تهدف إلى التنبؤ بالإجهاض والوقاية منه، مما يمنح الأطفال فرصة أفضل للحياة. كما ربطت circRNA بالشيخوخة في أنسجة أخرى وأمراض مثل الزهايمر، مما يفتح آفاق جديدة لفهم كيفية تأثير الشيخوخة على الصحة العامة. وستظل النتائج بحاجة إلى تأكيد في دراسات إضافية قبل تطبيقها سريرياً بشكل واسع.
