تؤكد الأبحاث الحديثة أهمية وجبة الإفطار كعنصر أساسي في نمط الحياة الصحي. جمعت نتائج تسع دراسات شملت 118,385 مشاركاً، وخلصت إلى أن تخطي وجبة الإفطار يرتبط بارتفاع خطر متلازمة التمثيل الغذائي بنسبة نحو 10%. كما أشار الباحثون إلى وجود صلة بين عدم تناول الإفطار وارتفاع احتمال كل مكوّن من مكونات المتلازمة. تبقى هذه النتائج ملاحظة وليست دليلاً قاطعاً على وجود علاقة سببية، لكنها تشير إلى فائدة الاعتياد على إفطار مغذٍ ومنتظم لدعم آلية التمثيل الغذائي في الجسم.
تعريف متلازمة التمثيل الغذائي
تعرف متلازمة التمثيل الغذائي بأنها مجموعة حالات تتجتمع معاً وتزيد من مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية، وداء السكري من النوع الثاني، والسكتة الدماغية، كما قد تؤدي إلى مشاكل صحية أخرى مثل تصلب الشرايين وتلف الأعضاء. وتُشار إليها أحياناً بمسميات مثل مقاومة الأنسولين أو خلل التمثيل الغذائي، ثم يعتمد التشخيص على وجود ثلاث حالات على الأقل من معاييرها الأساسية. وتُذكر المعايير عادةً كارتفاع ضغط الدم، وارتفاع سكر الدم، وارتفاع الدهون الثلاثية، وانخفاض الكوليسترول الجيد HDL، وزيادة محيط الخصر.
أعراض المتلازمة
تختلف الأعراض حسب الحالات الخمس، فبعض المكونات لا تسبب أعراض ظاهرة عادةً، بينما قد يظهر ارتفاع نسبة السكر في الدم أو تشوش الرؤية أو العطش الشديد والتبول المتكرر أو التعب. كما قد يظهر اسمرار الجلد في منطقة الإبط أو جانب الرقبة الخلفي كعلامة محتملة على وجود خلل في التمثيل الغذائي، وهو ما يُعرف بالشواك الأسود. وتبقى علامات كارتفاع ضغط الدم وارتفاع الدهون الثلاثية وانخفاض HDL من دون أعراض ظاهرية غالباً، ما يجعل الفحص الدوري أساسياً في الكشف المبكر.
العلاقة بين الإفطار ومتلازمة التمثيل الغذائي
تشير مراجعة جمعت نتائج تسع دراسات إلى أن تجاهل وجبة الإفطار يرتبط بزيادة خطر الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي بنسبة حوالي 10%، كما رُبط الخطر بكل مكون من مكونات المتلازمة. إلا أن الدراسات الملاحظة لا تبرهن أن تخطي الإفطار يسبب المتلازمة بمفرده، وإنما تبرز احتمالاً بأن الإفطار المغذّي بشكل منتظم قد يكون له أثر إيجابي على الصحة العامة. لذا فإن تناول إفطار صحي يساهم في دعم عملية التمثيل الغذائي وتحسين الاستقلاب في الجسم بشكل عام.
