رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

ابتكار جديد يسهم في علاج أخطر أنواع الملاريا.. اعرف التفاصيل

شارك

أعلن فريق بحثي من كلية يونغ لو لين للطب، التابعة للجامعة الوطنية في سنغافورة، أن المتصورة المنجلية تعد من أخطر طفيليات الملاريا التي تصيب البشر وتسبب الملاريا الدماغية. وتوضح النتائج أن العدوى تتطور بسرعة وتؤدي إلى تلف الخلايا المصابة في الأوعية الدموية الدقيقة في الدماغ. وقد يؤدي ذلك إلى غيبوبة وتورم الدماغ وربما الوفاة إذا لم يعالج بسرعة، مع احتمال استمرار اضطرابات إدراكية وحركية حتى بين الناجين. وتؤكد الدراسة على الحاجة إلى أدوات تشخيص وعلاج موجهة لهذه الحالة النادرة والخطيرة من العدوى.

علاج محتمل ونتائج أساسية

وفي التفاصيل، أظهرت الدراسة أن النموذج المخبرى المصاب بطفيل بلازموديوم كوتني تلقى حقناً وريدياً من الميثيلين الأزرق، وهو مركب بسيط متاح. وهي تجربة مقارنة إلى حد بعيد مع عدوى بلازموديوم فالسيباروم التي تستخدم كبديل في الدراسات المخبرية. وحلّل الباحثون أنماط جينية تُفَعَّل أو تُعَطِّل أثناء الإصابة، وهو ما أدى إلى اكتشاف نمط دموي يمكن الاعتماد عليه للكشف عن وجود الملاريا الدماغية. كما أظهر الميثيلين الأزرق قدرة على ضبط تغيّرات جزيئية في جذع الدماغ وتقليل العلامات المصاحبة لإصابة الدماغ، مثل النزف والتورم والتراكم الصبغي، مع ظهور تحسن في العينات النسيجية بما يتفق مع النتائج الجزيئية.

بصمة حيوية جديدة للتشخيص

وكشفت التحليلات عن بصمة مكوّنة من تسعة جينات تميز بين الملاريا الدماغية والعدوى الأقل شدة وبين الأفراد الأصحاء. وترتبط كثير من هذه الجينات بالخلايا المتعادلة، مما يشير إلى أن الالتهاب الناتج عن هذه الخلايا يساهم في تورم الدماغ وتلفه. ويُظهر الثبات الملحوظ في هذه البصمة عبر البالغين والأطفال إمكانية تطوير فحص دم موحد يساعد الأطباء في تشخيص الملاريا الدماغية وتقييم شدتها ومتابعة تعافي المرضى. كما تؤكد النتائج أن المؤشرات الحيوية هذه قد تدعم التدخل المبكر واتخاذ قرارات علاجية أكثر وضوحاً.

آفاق التطبيق والآثار السريرية

وتعزز هذه النتائج فهمنا للعمليات المناعية التي تشارك في إصابات الدماغ، حيث ظهرت الخلايا المتعادلة بشكل بارز في التحاليل المناعية. ورغم وجود إشارات واعدة حول استخدام الميثيلين الأزرق، يشير البحث إلى أن التوقيت والجرعة والسلامة ستكون محاور تجارب سريرية لاحقة لتحديد مدى فائدته حين يُدمج مع العلاجات المضادة للملاريا. ويتطلع الفريق إلى تطوير اختبار دم سريع وموثوق للكشف عن الملاريا الدماغية وتقييم إمكانية الاعتماد على الميثيلين الأزرق كعلاج داعم منخفض التكلفة.

مقالات ذات صلة