يعرّف الحمل العنقودي بأنه اضطراب في تكوين المشيمة يجعلها تنمو بشكل غير طبيعي داخل الرحم، ولا يتكوّن جنين سليم كما في الحمل الطبيعي. تتشكل حويصلات مملوءة بالسوائل تشبه حبات العنب وتملأ الفراغ الرحمي. تُعد هذه الحالة من الحالات غير الشائعة لكنها تتطلب متابعة دقيقة لأنها قد تتحول إلى مشاكل خطيرة إذا لم يتم اكتشافها مبكرًا.
أنواع الحمل العنقودي
يتكوّن الحمل العنقودي من نوعين رئيسيين هما الحمل العنقودي الكامل والحمل العنقودي الجزئي. في الكامل لا يظهر جنين أو أنسجة جنينية، وتكون البويضة فارغة وتخصّبت بواسطة حيوان منوي واحد أو اثنين. أما الجزئي فيحتوي على بعض الأنسجة الجنينية، لكن لا يستطيع الجنين البقاء بسبب خلل في عدد الكروموسومات الناتج عن تخصيب غير طبيعي.
الأعراض والتشخيص
تبدأ أعراض الحمل العنقودي عادة كأعراض حمل عادية ثم تتطور بشكل يثير القلق. نزيف مهبلي داكن قد يكون متقطعًا أو مستمرًا. قيء وغثيان شديدان أكثر من المعتاد، وتضخم الرحم عن المتوقع لعمر الحمل. قد تصاحبها في بعض الحالات أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية بسبب ارتفاع مستويات هرمون Beta-hCG.
العلاج والمتابعة
يعتبر العلاج الأساسي هو التوسيع والكحت لإزالة أنسجة المشيمة غير الطبيعية. وفي حالات معينة، خاصة مع من ترغبن في تجنّب الإنجاب مستقبلاً، قد يُنصح باستئصال الرحم كخيار نهائي. بعد العلاج، يتابع الطبيب مستوى هرمون الحمل في الدم حتى يعود إلى المعدل الطبيعي، لأن ارتفاعه قد يشير إلى استمرار الخلايا غير الطبيعية أو تحولها إلى ورم أرومي حملي. وينصح بتجنّب الحمل لمدة ستة أشهر إلى عام بعد التعافي حتى يستقر الهرمون وتُراقب الحالة.
الوقاية والتعامل الآمن
تُشكّل المتابعة الدورية للحمل منذ بدايته عبر الموجات فوق الصوتية عاملًا مهمًا لاكتشاف أي تغيّر مبكر. كما يُنصح بتحسين التغذية والتركيز على البروتينات وفيتامين A لتعزيز الصحة العامة. يجب تقليل التدخين وتجنّب العوامل التي قد تؤثر في جودة البويضات والحيوانات المنوية. وإذا حدث نزيف أو ألم غير عادي، يستدعي الأمر استشارة الطبيب فورًا.








