رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

دراسة تدعو لتطعيم الذكور ضد فيروس الورم الحليمي: ينقذ آلاف الأرواح

شارك

أعلن فريق بحث من جامعة ميريلاند بالولايات المتحدة نتائج جديدة تشير إلى أن توسيع نطاق التطعيم ضد فيروس HPV ليشمل الأولاد بجانب البنات يمكن أن يحمي من السرطانات المرتبطة بالفيروس بشكل أكبر مما يحققه التطعيم للفتيات وحدهن. وتبيّن النتائج أن زيادة التغطية الواقعية بتطعيم الأولاد قد تقلل الضغط على برامج التحصين وتُسهم في جعل هدف القضاء على المرض واقعياً. وقد اعتمدت الدراسة نموذجاً رياضياً متطوراً مع بيانات واقعية عن معدلات الإصابة بالسرطان، ليظهر أن التطعيم المختلط يرفع فرص الوصول إلى مناعة القطيع. وتؤكد النتائج أن إدراج الأولاد في برامج التطعيم يمكن أن يقلل من أعداد وفيات السرطان المرتبط بالـ HPV ويعزز مرونة أنظمة الصحة.

يعد فيروس HPV من أكثر الفيروسات المنقولة جنسياً شيوعاً، ويمكن أن ينتقل أيضاً عبر ملامسة الجلد أو السوائل. وهو السبب الرئيسي لمعظم حالات سرطان عنق الرحم، إضافة إلى ارتباطه بسرطانات أخرى لدى الرجال والنساء مثل سرطان الشرج والفم والرأس والرقبة. ورغم ذلك، تظل سياسات الصحة العامة في العديد من الدول مركزة على تطعيم الفتيات فقط، مما يخلق فجوة واضحة بين الجنسين في معدلات اللقاح.

أثر التطعيم على مناعة القطيع

تشير النماذج إلى أن توسيع البرنامج ليشمل الأولاد يمكن أن يقلل من حالات السرطان المرتبطة بـ HPV لدى الرجال والنساء على حد سواء. وتؤكد نتائج المحاكاة أن تطعيم الأولاد مع الفتيات يجعل القضاء على الأمراض أمراً أكثر واقعية ويخفف من الضغط على أنظمة التطعيم. كما تشير إلى أن تحقيق مناعة القطيع يتطلب وصول اللقاح إلى نسبة عالية من الأولاد، وهو ما يعزز حماية المجتمع بشكل أشمل.

التوصيات والفئات المستهدفة

يُوصي الباحثون بتطعيم الأولاد من عمر 12 إلى 17 عاماً إلى جانب الفتيات في نفس الفئة العمرية، مع الإشارة إلى أن النساء الأكبر سناً اللاتي فاتتهن فرصة التطعيم يمكن أن يستفدن من اللقاح أيضاً. وتؤكد أدلة حديثة أن التطعيم في سن مبكر لا يزال يوفر حماية جزئية فعالة ضد الفيروس. كما تشير النماذج إلى أن التطعيم لدى الأولاد قد يسهم في تقليل وفيات سرطان عنق الرحم لدى النساء وحالات سرطان HPV بين الرجال بحلول عام 2080.

آفاق القضاء على سرطان عنق الرحم عالمياً

توضح تقديرات علمية أنه إذا تم توسيع نطاق التطعيم ضد HPV وتحسين برامج فحص عنق الرحم، فمن الممكن القضاء على سرطان عنق الرحم في 149 دولة من أصل 181 دولة بحلول نهاية القرن الحالي. وتؤكد النتائج أن رفع معدلات التطعيم لدى الذكور قد يكون المفتاح الحقيقي لتحقيق هذا الهدف وتعزيز قدرة أنظمة الصحة على الوصول إلى الأهداف. ويؤكد الباحثون أن تعزيز التلقيح والفحص يمكن أن يضع حداً لفيروس HPV والسرطانات المرتبطة به، مع الإشارة إلى أن خسائر الحياة العالمية التي تبلغ نحو 350 ألف وفاة سنوياً يمكن تقليلها بشكل ملحوظ.

مقالات ذات صلة