رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

تحسين التنفس وتفعيل الدورة الدموية: ما هي تمارين الضغط المنخفض

شارك

تُعرّف تمارين الضغط المنخفض كنهج حديث في مجالات اللياقة والعلاج الطبيعي يركز على تقليل الضغط الداخلي في منطقة البطن أثناء التنفس بدلاً من زيادته كما في التمارين التقليدية. تعتمد هذه التمارين على تعليم الشخص سحب البطن إلى الداخل مع تحكّم كامل في التنفّس، ما ينشّط عضلات الجذع العميقة التي تحيط بالعمود الفقري وتعمل كدرع واقٍ للعضو الداخلية. يبدأ التطبيق بتفريغ الرئتين من الهواء خلال الزفير الكامل، ثم يُتبع بانقباض لطيف للبطن إلى الداخل مع حبس النفس لبضع ثوانٍ قبل العودة إلى التنفّس الطبيعي. مع تكرار الجلسات، يزداد التحكم العضلي وتتحسن مرونة الحجاب الحاجز ويزداد الاستقرار الداخلي للجسم.

لأداء التمارين بصورة صحيحة يجب أن تكون المساحة هادئة ومكان التمرين مريحًا، ويفضَّل ممارستها صباحًا على معدة فارغة. يجلس الشخص أو يستلقي بوضعية مريحة مع ظهر مستقيم، ثم يأخذ شهيقًا طبيعيًا عبر الأنف ويخرج الهواء ببطء حتى تفريغ الرئتين تمامًا. بعد انتهاء الزفير، يُسحب البطن إلى الداخل كما لو أنه يلتصق بالعمود الفقري، مع حبس النفس لبضع ثوانٍ ثم يعود التنفّس تدريجيًا إلى طبيعته. يكرّر التمرين من 5 إلى 10 مرات مع فترات راحة بسيطة بين المحاولات، ومع التقدم يمكن الانتقال إلى وضعيات إضافية مثل الجلوس أو الوقوف أو وضعية البلانك الخفيفة دون إجهاد أو تسريع للحركات.

الفوائد الصحية الرئيسية

تقوية عضلات الجذع والظهر تعني تقليل الضغط الواقع على منطقة البطن، وهو ما ينعكس في تعزيز استقرار العمود الفقري ومنع الإصابات المزمنة. تعتمد هذه التمارين على استهداف العضلات العميقة المحيطة بالعمود الفقري لتوفير جدار داخلي داعم. يؤدي ذلك إلى تحسين الوضعية أثناء الحركة اليومية وتخفيف الإجهاد على الظهر. مع تكرار التمارين، تتحسن القدرة على التحكم في الاستقرار الجسدي حتى في وضعيات التمرين الخفيفة.

تحسين عملية التنفّس يعتمد على التنسيق الدقيق بين عضلات جدار البطن والحجاب الحاجز، وهو ما يوسع القدرة التنفّسية ويزيد من كفاءة استيعاب الأكسجين. ينعكس ذلك في تحسين الأداء البدني اليومي وتقليل الإجهاد التنفسي أثناء المجهود. مع التكرار، يصبح التنفّس أكثر اتزانًا وتوازنًا مع حركة الجذع، ما يعزز الاستقرار الكلي للجسم. تزداد قدرة الشخص على التحكم في التنفّس أثناء مزاولة أنشطة الحياة اليومية.

دعم صحة الحوض والمثانة يظهر عندما يتم تنشيط العضلات الداعمة للحوض وتحسين مرونتها، وهو مفيد خاصة بعد الولادة أو في حالات سلس البول. تتيح التمارين لهذه العضلات العمل بتناغم مع عضلات البطن والظهر، ما يعزز الثبات القاعي. يمكن استخدامها ضمن برامج إعادة التأهيل لتخفيف الضغط المرتبط بتغيرات الحوض. مع التكرار تتحسن قدرة الحوض على تحمل الضغوط اليومية دون فقدان السيطرة.

تحسين القوام والوقاية من آلام الظهر يتحقق من خلال إعادة توزيع الضغط الداخلي للجسم وتخفيف الحمل عن الفقرات القطنية. تساهم التمارين في دعم الوضعية الصحيحة أثناء الوقوف والجلوس وتخفف التوتر على الكتفين والعمود العلوي. كما يساعد ذلك في تقوية العضلات المحيطة بالحجاب الحاجز وتوازن القوة بين الجذع والظهر. النتيجة النهائية هي تحسين الاستقرار الوظيفي للجسم وتقليل آلام الظهر الناتجة عن سوء الوضعية.

تحفيز الدورة الدموية وتقوية الجهاز الهضمي يعودان إلى تنشيط عضلات البطن العميقة، ما ينعكس في تحسين حركة الأمعاء وتدفق الدم في منطقة الوسط. يؤدي ذلك إلى تحسين عملية الهضم وتقليل الانتفاخ ورفع كفاءة التبادل الغذائي. كما يسهم التنسيق بين التنفس وحركات الجذع في تحسين التهوية وتحفيز الدورة الدموية حول الحجاب الحاجز. مع الاستمرار في البرنامج، تصبح الدورة الدموية أكثر انتظامًا وتزداد المرونة في منطقة الوسط.

دور التمارين في فقدان الوزن

لا تعتبر هذه التمارين مخصصة لحرق الدهون مباشرة، بل تركز على تحسين شكل البطن وشدّه وتوفير أساس قوي يدعم تمارين أخرى. عند دمجها مع نظام غذائي متوازن وممارسة أنشطة مثل المشي أو السباحة، تصبح جزءًا من برنامج شامل للتحكم في الوزن وتعزيز اللياقة. السر الحقيقي وراء فائدتها أنها تعيد للجسم وعيه العضلي وتزيد من التحكم في التنفّس والاستقرار الجسدي، وهو ما ينعكس إيجابًا على الأداء اليومي.

نصائح للممارسة

ابدأ دائمًا ببطء وتدرّج، ولا تحبس أنفاسك أكثر من اللازم. تجنّب التمارين فور تناول الطعام أو عند الشعور بالدوخة. في حال وجود مشكلات في الظهر أو القلب، يفضَّل استشارة مختص في العلاج الطبيعي قبل الممارسة. مارس التمارين ثلاث إلى أربع مرات أسبوعيًا ولمدة لا تقل عن شهر لتبدأ بملاحظة النتائج.

مقالات ذات صلة