تزداد مع انخفاض درجات الحرارة شكاوى المفاصل في الشتاء، وهو ما يلاحظ بشكل خاص عند كبار السن ومرضى التهاب المفاصل ومن تعرّضوا سابقًا لإصابات في الركبتين أو الظهر. يواجه هؤلاء صعوبات في القيام بالمهام اليومية مثل النهوض من السرير والانحناء. تؤدي البرودة إلى تيبّس العضلات وتقلّص الأوتار، فتزداد صعوبة الحركة خلال الساعات الأولى من اليوم.
أسباب زيادة التصلّب
تنخفض درجات الحرارة فتحث العضلات والأوتار المحيطة بالمفاصل على الانقباض والتيبس، فتقل مرونتها وتزداد صعوبة الحركة وترتفع الإحساس بالتيبس والألم عند الحركة. كما يتباطأ تدفق الدم إلى الأطراف نتيجة تضييق الأوعية الدموية للحفاظ على حرارة الجسم، ما يقلل من وصول الأكسجين والعناصر الغذائية اللازمة لصحة المفاصل ويزيد الألم. ويرتبط الشتاء عادة بانخفاض الضغط الجوي، وهذا التغير قد يسبب تمددًا بسيطًا في أنسجة المفاصل، ما يفاقم الألم لدى المصابين بالالتهابات المفصلية أو الحساسية المزمنة. ترتبط هذه العوامل بتقليل تحمل المفاصل وتشديد الألم خصوصًا عند النهوض أو التحريك الأول في اليوم.
أهمية الحركة في الشتاء
قلة الحركة في الشتاء تزيد المشكلة سوءًا. يفضل الكثيرون البقاء في الداخل والانخفاض في النشاط، وهو ما يفاقم التيبس والتصلب. الحركة المنتظمة تساعد في الحفاظ على ليونة المفاصل وتوزيع السائل الزلالي وتقوية العضلات الداعمة، ما يقلل الألم. لذا فإن قلة الحركة تؤدي إلى ضعف في العضلات وزيادة التيبس وصعوبة في أداء الأنشطة اليومية.
ابدأ يومك بحركات إحماء خفيفة
ابدأ يومك بحركات إحماء خفيفة قبل النهوض من السرير، مثل تحريك الذراعين بحركات دائرية وتليين عضلات الفخذ والورك والمشي في المكان. تساعد هذه التمارين البسيطة على تنشيط الدورة الدموية وتخفيف تيبس الصباح خلال دقائق. كما تساهم في تجهيز المفاصل والعضلات للنشاط اليومي وتقلل من الشعور بالتصلب عند الاستيقاظ.
استمر في الحركة يوميًا
لا تحتاج إلى تمارين شاقة، فالمداومة هي الأهم. يمكن اختيار نشاط بسيط مثل المشي 20 إلى 30 دقيقة يوميًا أو السباحة أو ركوب الدراجة الخفيفة أو ممارسة اليوغا. حتى نشاط بسيط يوميًا يساهم في المحافظة على مرونة المفاصل وتخفيف الألم وتحسين الحركة في اليوم التالي.
استخدم الحرارة لتخفيف الألم
استخدام الحرارة يخفف التشنجات ويسترخي العضلات، ويمكن الاستفادة منها عبر حمام دافئ أو كمادات ساخنة، ويفضل استخدامها لفترات قصيرة خصوصًا في الصباح أو قبل التمارين. هذه الطرق تفضل عادة كعلاج مساعد وتقلل حاجة المسكنات أثناء الشتاء. تجنب التعرض للحرارة الشديدة أو وضعها لفترات طويلة لتجنب الحروق.
التغذية المضادة للالتهاب
تشير التغذية إلى أن الخضراوات الورقية والتوت وزيت الزيتون والمكسرات والبذور والأسماك الدهنية كالسلمون تساهم في تقليل الالتهابات ودعم صحة المفاصل. كما أن الزنجبيل والكركم يوفران آثار مضادة للالتهابات وتخفيف الألم عند بعض الأشخاص. تُنصح هذه الأطعمة بأن تكون جزءًا من النظام اليومي وليست بديلاً للعلاج عند وجود ألم مستمر.
شرب الماء
يجب شرب 6 إلى 8 أكواب من الماء يوميًا حتى في الشتاء، لأن السائل الزلالي داخل المفاصل يعتمد على الترطيب الجيد. يساعد الماء في الحفاظ على لزوجة السائل المفصلي وتسهيل الحركة وتقليل التيبس صباحًا. تبقى الحاجة للسوائل مهمة مع النشاط والطقس، فاحرص على توازنك اليومي من السوائل.
متى يجب زيارة الطبيب؟
إذا استمر ألم المفاصل لفترة طويلة أو ازداد سوءًا مع الطقس البارد وبدأ يؤثر على أداء الأنشطة اليومية، فراجع الطبيب. يساعد التشخيص المبكر في منع تلف المفاصل وتحديد خطة علاج مناسبة والحفاظ على نمط حياة نشط طوال العام. لا تتردد في طلب المشورة الطبية إذا لم يتحسن الألم خلال أسابيع قليلة أو كان هناك تورم أو حمى مصاحبة للألم.








