رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

التعرق البارد: أسبابه وطرق علاجه

شارك

ما المقصود بالتعرق البارد

يحدث التعرق البارد حين يفرز الجسم العرق رغم عدم ارتفاع الحرارة المحيطة، وهو غالباً ما يصاحبه شحوب وبرودة في الأطراف وإرهاق عام. يرتبط هذا النوع بعوامل داخلية مثل التوتر أو تغيّرات في سكر الدم أو مشاكل في الدورة الدموية. يختلف التعرق البارد عن العَرَق الناتج عن الحرارة أو الجهد البدني، إذ إنه مرتبط بعوامل داخلية وليس بإجهاد خارجي. قد يكون تكرار ظهوره مؤشرًا إلى اضطراب يحتاج إلى متابعة طبية.

يظهر التعرق البارد فجأة في أجواء باردة أو أثناء الراحة، وهو ما يثير القلق ويدعو إلى التقييم الطبي. عادة يصاحبه شحوب الوجه وبرودة الأطراف وإحساس عام بالضعف. يستدعي تكراره متابعة طبية لتحديد الأسباب ومعالجتها بشكل مناسب.

الأسباب المحتملة

يمكن أن ينشأ التعرق البارد عندما ينخفض مستوى السكر في الدم عن المعدل الطبيعي، فيفرز الجسم الأدرينالين لتعويض الطاقة ما يسبب دوخة وجوع ورعشة إلى جانب التعرق. ينشأ انخفاض سكر الدم عادة عن نقص التغذية أو اضطرابات النظام الغذائي لدى المصابين بالسكري، وهو ما يترافق مع أعراض مثل التعرق. كما أن هبوط ضغط الدم المفاجئ يقلل تدفق الدم إلى الدماغ ويؤدي إلى برودة الأطراف وتعرق دون بذل جهد. كذلك يعمل القلق الشديد ونوبات الهلع كعوامل داعمة لأنها تفرز هرمونات التوتر وتنشط الغدد العرقية.

يؤدي نقص الأكسجين في الدم إلى تعرق بارد عندما تقل كمية الأكسجين الواصلة إلى الأنسجة بسبب أمراض الرئة أو القلب أو فقر الدم. وعلى صلة بذلك، فإن العدوى الشديدة أو تسمم الدم قد يسببان اضطرابًا في الدورة الدموية وانخفاض الضغط، ما ينتج عنه تعرقًا باردًا مع قشعريرة. أما النوبة القلبية فهي من العلامات الهامة لهذه الظاهرة وترافقها عادة ألم بالصدر يمتد إلى الكتف أو الفك مع ضيق في التنفس. ويستلزم وجود أي من هذه الحالات تدخلًا طبيًا فوريًا لتحديد السبب والسيطرة عليه.

إلى جانب ذلك، قد يظهر التعرق البارد مع النزيف الداخلي نتيجة انخفاض الضغط وتفعيل الجهاز العصبي. وقد يؤدي الانسحاب من المخدرات إلى اضطراب في الهرمونات عند التوقف المفاجئ، فيظهر التعرق مع رعشة وتسارع في ضربات القلب. كما قد تعمل الصدمة النفسية أو الجسدية كحالة استثنائية تشغّل الجهاز العصبي بدرجة عالية فتظهر معها هذه العلامة. وأخيرًا، يساهم الإرهاق الحراري والجفاف في فشل الجسم في التبريد، فيحول العرق إلى بارد ولزج.

طرق فعّالة للسيطرة على التعرق البارد

تؤثر العادات اليومية في شدة التعرق، لذلك ينبغي الحفاظ على شرب كميات كافية من الماء على مدار اليوم وتجنب المنبهات التي تثير الجهاز العصبي. كما يساعد تناول وجبات منتظمة في المحافظة على استقرار سكر الدم وتقليل احتمالية حدوث نوبات التعرق غير المبرر. يمكن الاعتماد على تمارين التنفس العميق وتقنيات الاسترخاء لتخفيف التوتر والإجهاد العصبي وتحجيم نشاط الغدد العرقية. وينبغي مراجعة الطبيب فورًا إذا صاحب التعرق ألم في الصدر أو دوخة أو فقدان وعي، لأن ذلك قد يشير إلى حالة طارئة.

مقالات ذات صلة