رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

حانة نهارية يابانية بشعار «لا بأس بأن تكون عديم الفائدة» لتخفيف التوتر

شارك

تطلق صاحبة المبادرة حانة هيروسونا ناكاسو في مدينة فوكوكا غرب اليابان كمنصة حوار ودعم نفسي تعمل خلال ساعات النهار. وتُعلن الحانة شعارها “لا بأس أن تكون عديم الفائدة” كإطار للاحتواء وتخفيف ضغوط الحياة اليومية. وتستقبل الحانة فئات مختلفة من الزوار وتوفر مساحة آمنة للحوار والدعم، حيث تتولى النادلة إدارة الحوار مع كل زبون بشكل فردي. وتعمل الحانة نحو خمسة أيام شهرياً من الساعة الثانية ظهرًا وحتى السادسة مساءً.

خلفية الفكرة وأهدافها

تحمل صاحبة الحانة لقب “فيش أكيكو” شهادة في العمل الاجتماعي وتعمل على مواجهة الفكرة المجتمعية التي تقيس قيمة الإنسان بمدى نفعه للآخرين. وفي تقرير من فوجي نيوز أشارت إحدى الزبائن إلى نشأتها في بيئة تقليدية، فطمأنتها أكيكو بأن جهودها كافية وليست معدومة القيمة. تؤمن أكيكو بأن العيش من أجل الذات لا يعني الكسل بل يمنح النفس حقها في حياة متوازنة. عادت إلى اليابان في 2003 بعد عملها في الإعلام خارجها بسبب تفشي سارس، ثم تابعت دراستها في العمل الاجتماعي قبل أن تقرر تحويل أفكارها إلى مشروع يتيح مساحة آمنة للتقبل الذاتي.

تجربة شخصية تحولت إلى مشروع

عانت أكيكو من فكرة أن الإنسان يقبل نفسه فقط إذا كان مفيداً للآخرين منذ نشأتها في أسرة تقليدية. كان والدها متحيزاً ضد النساء، وتخلت والدتها عن طموحاتها المهنية لصالح الأسرة. بعد التخرج أتمت عملها في الإعلام خارج اليابان ثم عادت في 2003 بسبب تفشي مرض سارس، وهو ما عزز وعيها بقضايا الأقليات والفئات المهمشة. وبعد جائحة كورونا قررت تحويل أفكارها إلى مشروع عملي بافتتاح الحانة كملاذ يركّز على قبول الذات وتوازن الحياة.

آليات الحوار والدعم

يستقبل الزوار داخل الحانة مشكلاتهم ويعكفون على تبادل الدعم في جو آمن. تدير النادلة الحوار مع كل زبون بشكل فردي وتوجهه نحو موارد دعم محلية ومصادر للمساندة النفسية. وتعمل الحانة بنمط “بارات الوجبات الخفيفة” وتتميز بمساحة صغيرة وأجواء حميمة، وتديرها نهاراً لاستهداف فئة لا تقصد أماكن السهر التقليدية. يؤكد المشروع أن الهدف ليس الكسل بل منح النفس حق العيش بنسق متوازن.

تشير التجربة إلى أن الحانة تفتح باباً للمجتمع لكي يتشارك في الحوار والدعم ويقبل ذواتهم من دون حكم. وتعكس الفكرة التي تحملها الحانة بأن العيش من أجل الذات حق مشروع ويُسهم في تحسين الصحة النفسية والروحية للرواد. وتهدف إلى أن تكون خطوة مستمرة نحو مجتمع أكثر تفهماً وتقبلاً لذوات الأشخاص وتخفيف ضغوط حياتهم اليومية.

مقالات ذات صلة