رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

جفاف الفم المستمر قد يشير إلى مشاكل صحية كامنة

شارك

تشير المصادر إلى أن جفاف الفم يعني انخفاض إفراز اللعاب، وهو ما يحافظ عادة على الأسنان ويعزز الهضم ويُنعش الفم. عادةً يتحسن جفاف الفم عند شرب كمية كافية من الماء خلال أيام قليلة، لكن قد يظل عند بعض الأشخاص حتى مع توفر السوائل الكافية، ما قد يدل على وجود خلل في توازن الجسم. في حال استمرار الحالة لأكثر من أسبوعين أو ثلاثة، أو ظهور أعراض أخرى مثل الإرهاق أو تغير في الوزن، فيجب مراجعة الطبيب.

أسباب جفاف الفم المستمر

اضطراب مستويات السكر في الدم

يعتبر اضطراب مستويات السكر في الدم من الأسباب الطبية الشائعة لجفاف الفم، فارتفاع الجلوكوز غير المعالج يسحب الماء من أنسجة الجسم ما يجعل الشخص يشعر بالعطش وجفاف الفم. ويلاحظ أن بعض المصابين يعانون من جفاف الفم لعدة أشهر قبل أن تظهر أول قراءة غير طبيعية لمستوى السكر في الدم. لذلك يجب فحص سكر الدم عندما يستمر الجفاف مع العطش وكثرة البول لفترة طويلة.

الأدوية وتأثيرها على اللعاب

قد تقلّل بعض مسكنات الألم وأدوية الضغط ومضادات الاكتئاب وأدوية الحساسية إفراز اللعاب، وهو ما يجعل بعض المرضى يعتقدون أن ذلك أمر لا مفر منه ويغفلون إبلاغ الطبيب. يمكن للطبيب تعديل الجرعة أو تجربة دواء بديل لتحقيق تحسن في إفراز اللعاب والتخفيف من الجفاف. وينبغي مناقشة جميع الأدوية مع الطبيب عند استمرار الجفاف لفترة طويلة.

مشكلات هرمونية أو مناعية

قد تؤثر مشاكل الغدة الدرقية وخلل توازن السوائل في الجسم على إنتاج اللعاب وتوازن السوائل. كما قد تشير متلازمة شوغرن إلى اضطراب في الغدد المسؤولة عن إفراز الدموع واللعاب. عند وجود جفاف في الشفاه والعينين مع آلام المفاصل وإرهاق مستمر، يجب مراجعة الطبيب لإجراء الفحوص اللازمة.

مشكلات النوم

قد يستيقظ بعض الأشخاص وهم يتنفسون عبر الفم نتيجة انسداد الأنف أو الشخير أو انقطاع النفس أثناء النوم، ما يسبب جفافًا في الفم والحلق. إذا كان الجفاف أسوأ في الصباح ويتحسن خلال النهار فهذه علامة تستدعي فحصًا طبيًا. وتؤكد المتابعة الطبية أن تقييم النوم وسبل العلاج المناسبة يمكن أن يعيد توازن اللعاب ويحسن الأعراض.

تظل النقطة الأساسية أن جفاف الفم علامة على وجود حالة كامنة وليست تشخيصًا بحد ذاته، خصوصًا إذا استمر لأسبوعين أو أكثر أو صحبه أعراض أخرى كالإنهاك وتقلب الوزن والتبول المتكرر وآلام المفاصل. يمكن لفحص الدم ومراجعة الأدوية أن يساعدا في الكشف عن السبب مبكرًا، وفي كثير من الحالات يعيد علاج السبب الجذري تدفق اللعاب ويقلل من المشكلات الصحية على المدى الطويل. ويمكن أن يحسن ذلك جودة الحياة بشكل ملحوظ عند العلاج المبكر والمتابعة الطبية المتأنية.

مقالات ذات صلة