رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

ميد تيرم: إزاي تخلي ابنك يتحمل المسؤولية بدون ما يشيل هم؟

شارك

المسؤولية تبدأ من الواقع لا من التوقعات

توضح الاستشارة الصحية النفسية أن المسؤولية تبدأ من الواقع وتطورات النمو، وليست من التوقعات المحيطة. تشدد على أن الخطأ الأكثر شيوعًا هو مطالبة الأبناء بما يتجاوز أعمارهم وقدراتهم. تؤكد أن المسؤولية تعني التدرج وليس القفز خطوة بخطوة، وتدعو إلى اختيار مهام بسيطة وواضحة تتناسب مع المرحلة العمرية. وهذه المقاربة تجعل الطفل يطور إحساسًا بالإنجاز بشكل مستمر ويجهّزه لاحقًا لتحمل مهام أكثر تعقيدًا.

يمكن تطبيق ذلك من خلال تقسيم المهام إلى خطوات صغيرة وتوفير دعم هادئ عند أي خطأ. يظهر للطفل أن النجاح ممكن عندما يتقدم تدريجيًا وفق قدراته، ما يعزز ثقته بنفسه. وبهذا الأسلوب يبدأ الطفل بتطوير مهارة الاعتماد على النفس بشكل متدرجويكتسب استعدادًا لمهام مستقبلية أكبر.

التجربة والخطأ مدرسة لا غنى عنها

تؤكد الاستشارية أن حماية الأبناء بشكل مفرط تمنعهم من الاستفادة من دروس الحياة الأساسية. السماح لهم بالتجربة حتى مع احتمال الفشل يساعدهم في فهم العلاقة بين الاختيار والنتيجة وينمي لديهم قدرة على التحمل. عندما يحدث خطأ، يجب معالجته بهدوء ومناقشته بدل التوبيخ ليصبح الموقف فرصة تعلم حقيقية.

التعامل الهادئ مع الأخطاء يعزز الثقة بالنفس ويقرب الطفل من إدراك أن الاختيار له نتائج قابلة للتحكم. يؤكد ذلك أن أسلوب الحوار البنّاء يساعد في تحويل الفشل إلى درس يخفف من التوتر النفسي لدى الأبناء. وتؤكد أن التجربة ضرورية لتطوير مهارات اتخاذ القرار وتحمل المسؤولية بشكل مدروس.

الفصل بين المسؤولية والضغط النفسي

شدّدت المتخصصة على وجود فاصل واضح بين الشعور بالمسؤولية والخوف من العقاب أو الفشل. إذا ارتبطت المسؤولية بالخوف أو التهديد، يتحول الأداء إلى قلق وتراجع في المبادرة. لذلك تُفضل لغة منزلية داعمة تؤكد أن المحاولة قيمة وأن الخطأ ليس نهاية الطريق. يتيح هذا النمط للطفل بناء ثقة بالنفس والاستعداد للتجريب دون خوف مفرط.

إشراك الأبناء في اتخاذ قرارات يومية بسيطة يعزز شعورهم بالسيطرة الإيجابية على حياتهم. يساهم ذلك في تثبيت قيمة المشاركة كعنصر أساسي في الالتزام والمسؤولية. عندما ينخرط الطفل في اختياراته اليومية، يتعلم أن المسؤولية نابعة من الاختيار وليست مفروضة عليه.

المشاركة تصنع الالتزام

تشير النتائج إلى أن المشاركة في الأعمال الروتينية تقوّي الالتزام وتزيد الثقة بالقدرة على الإنجاز. عندما يشارك الأطفال في تنظيم شؤونهم اليومية، يكتسبون مهارات اتخاذ القرار ويتعلمون تحمل النتائج بشكل واعٍ. وبهذه الطريقة تتحول المسؤولية من عبء إلى إطار عمل يساعدهم على تنظيم حياتهم وتطوير استقلاليتهم الادراكية.

مقالات ذات صلة