رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

لماذا يبدو الماء أزرق في البحر وصافي في الكوب؟

شارك

يظهر الماء في الكوب شفافًا تمامًا، كأنه بلا لون، مثل الهواء الذي نتنفّسه. ومع ذلك، عند النظر إلى مساحات أوسع مثل البحر تتبدل الصورة فجأة ويظهر اللون الأزرق أو الأخضر بدرجات واضحة. أشارت دراسة محكمة منشورة في مجلة البصريات التطبيقية إلى أن الماء يمتص الأطوال الموجية الأطول، مثل الأحمر، أكثر من الأزرق. وبناءً على ذلك، يظل الكوب محجوبًا عن كشف هذا السلوك بينما البحر يكشفه بسبب المسافة التي يقطعها الضوء.

كيف يتغير اللون مع العمق

يمتص الماء الأطوال الموجية الطويلة كالأحمر أكثر من الأزرق، وتتضح هذه الفروق عندما يمر الضوء عبر كمية كافية من الماء. حين تكون المسافة التي يقطعها الضوء عبر الماء قصيرة، لا ترى العين تغيرًا ملحوظًا في اللون. لكن مع زيادة العمق، يبدأ اللون الأحمر في الاختفاء تدريجيًا وتبقى الأطوال الموجية الزرقاء لتصل إلى عينيك وتخلق إحساسًا باللون الأزرق. كما يؤكد الاختبار أن هذه الظاهرة ليست صبغة في الماء بل نتيجة لطريقة امتصاص الضوء وفق المسافة التي يقطعها.

عوامل أخرى تؤثر في اللون

بعد المطر تجرف الأنهار التربة وتتحول المياه إلى اللون البني نتيجة وجود مواد معتمة. في الأشهر الدافئة تتكاثر الكائنات النباتية وتظهر الطحالب فيبدو الماء أخضرًا بسبب أصباغ النباتات التي تعكس اللون الأخضر. كما أن الشواطئ منخفضة العمق ذات الرمال الفاتحة تعكس الضوء بشكل يجعل الماء يبدو فيروزيًا، وهذا ليس صبغة أساسية في الماء بل أثر التربة والضوء والعمق.

انعكاس الضوء وتأثير السماء

يلعب انعكاس السماء دورًا إضافيًا في ما تلاحظه العين، فالماء الهادئ قد يعمل كمرآة تعكس لون السماء والغيوم. إلا أن الانعكاس ليس التفسير الوحيد، فالتأثير الأساسي يظل نتيجة امتصاص الضوء كما ورد في الدراسات. لذلك يظل اللون الناتج مزيجًا من الفيزياء والبيئة والعمق، وليس صبغة ثابتة في الماء.

مقالات ذات صلة