تكشف المراجعات العلمية الحديثة أن بعض المعتقدات الشائعة عن الحيوانات لا تستند إلى دليل حقيقي. تتسع دائرة الاعتماد على القصص الشعبية والأفلام وحتى دراسات سابقة في ترسيخها كحقائق. يظل الفضول يدفع الناس لتفسير سلوك الحيوانات كما لو كان تعبيراً صادراً عن المشاعر، رغم أن التفسير العلمي قد يظهر خلاف ذلك. يعرض هذا المقال أمثلة شائعة ويبيّن ما كشفته الأدلة العلمية حولها.
الكلب والابتسام الحقيقي
يؤكد كثير من أصحاب الكلاب أن حيواناتهم تبتسم عند مداعبتها، ويظنون أنها علامة على السعادة. لكن لا يوجد دليل علمي واضح يثبت أن الكلاب تبتسم للتعبير عن السعادة بنفس طريقة البشر. قد تكون تعابير الوجه التي يطلق عليها البعض ابتسامة جزءاً من لغة تواصل اجتماعية أخرى، مثل الاستعداد للتفاعل أو الاسترضاء.
الفيل والخوف من الفئران
يُروَّج أن الفيلة تخاف من الفئران، وهو تصور شاع عبر وسائل الإعلام والقصص، خصوصاً في أفلام الرسوم المتحركة. توجد جذور لهذه الفكرة في عصور قديمة، لكن الدلائل العلمية الحديثة لا تدعمها بقوة. في الواقع، تعتبر الفيلة أكثر حساسية للكائنات الصغيرة السريعة الحركة والمفاجئة التي قد تسير بين أرجلها، وليست الخوف من الفئران كسبب رئيسي.
الحصان والنوم واقفاً
يُعتقد أن الخيول تنام واقفة دائماً. توضح الأبحاث أن الخيول تستطيع النوم وهي واقفة جزئياً لتسهيل الهرب ورؤية المحيط حولها. لكنها لا تقضي كل أوقاتها نائمة واقفة؛ فالنوم العميق يتطلب أحياناً أن تستلقي الخيول على الأرض، بينما تبقي بعض القوائم مرفوعة لتوفير الراحة.
الجمل وسنام الماء
يرتبط الجمل بالصحراء بفكرة أنه يخزن الماء في سنامه. يؤكد العلماء أن السنام لا يخزن الماء بل الدهون التي تشكل مخزناً غذائياً يحفظ المصار الغذائي في فترات العوز. وتعود قدرة الجمل على البقاء لفترات طويلة دون شرب إلى هذه الدهون إضافة إلى عوامل فسيولوجية أخرى تقلل فقدان السوائل وتدعم التكيف مع البيئات القاحلة.








