رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

القطب الشمالي: احترار قياسي وذوبان متسارع يهددان الاستقرار العالمى

شارك

أعلنت تقارير علمية أن معدل التغير المناخي في القطب الشمالي يشهد تسارعًا غير مسبوق خلال عام 2025. وتؤكد النتائج أن الارتفاع في درجات الحرارة هنا يفوق المتوسط العالمي بمقدار يفوق الضعف، وهو ما يعكس شدة التأثير في هذه المنطقة الحساسة. كما أظهر التقرير أن الاحترار لا يترك فصلًا دون تغير، بل شمل الخريف والشتاء والصيف كأحد أكثر الفصول دفئًا منذ بدء الرصد قبل نحو 125 عامًا. وتوضح النتائج أن ذلك يفاقم المخاطر على النظم الحيوية والسكان المحليين.

وتشير البيانات إلى أن مساحات الجليد البحري تواصل الانكماش بوتيرة قياسية. تراجع الجليد الصيفي إلى نحو نصف مستواه مقارنة عقد الثمانينيات، وتلاشى جزء كبير من الجليد القديم. كما انخفض الغطاء الثلجي في يونيو بنحو 50% مقارنة بستينيات القرن الماضي، ما يسهم في امتصاص حرارة أكبر وزيادة حدة الاحتباس. هذه التحولات تسرع من تفكك النظم الساحلية وتعيد تشكيل النُظم البيئية في القطب.

تداعيات انخفاض الجليد على النظم الحيوية والناس

وتؤدي زيادة درجات الحرارة إلى زيادة الأمطار وتفاقم العواصف وتغير أنماط جريان الأنهار والذوبان الثلجي. وتنعكس هذه التحولات سلبًا على السواحل والنظم البيئية والمجتمعات المحلية، وتعيد تشكيل المشهد الطبيعي في القطب بصورة مقلقة. وتبقى نتائج هذه الاتجاهات مقلقة وتستلزم استجابة سريعة من السياسات المعنية بالحفاظ على البيئة والتكيف مع التغيرات المناخية.

ومن أبرز الظواهر التي رصدها التقرير ذوبان التربة الصقيعية التي تطلق رواسب غنية بالحديد إلى مئات الأنهار. تلتقط الرواسب التربة مع المياه وتتحول إلى اللون البرتقالي وتزداد حموضتها وتصبح غير آمنة للبيئة. ويشير العلماء إلى أن استمرار هذه الاتجاهات يمهد لمخاطر بيئية جديدة تؤثر على الحياة البرية والإنسان وتزيد من التحديات في إدارة الموارد المائية.

ظواهر جديدة في الموارد المائية والبيئة

ويحذر العلماء من أن ما تشهده القطب الشمالي ليس محصورًا في تلك المنطقة فحسب، بل قد تمتد انعكاساته إلى المناخ العالمي والاستقرار البيئي في مناطق بعيدة. وتبرز ضرورة تعزيز آليات التكيف والوقاية والسياسات الدولية لإجراءات فاعلة للحد من الاحترار وتقليل المخاطر المستقبلية. وتظل الرصدات العلمية مطلوبة لفهم التطورات وتوجيه الاستجابة في الوقت المناسب.

مقالات ذات صلة