توضح المصادر الطبية أن الألم في الجانب الأيمن من البطن ليس علامة لمرض واحد فحسب، بل يعبر عن مجموعة من الحالات المحتملة. وتشير إلى أن هذه المنطقة تحتوي على أعضاء حيوية قد تكون مصادر للألم بدرجات مختلفة من الخطورة. ويساعد ذلك على فهم طبيعة الألم ومكانه ومدة حدوثه في الوصول إلى تشخيص أدق.
الأسباب الهضمية في البطن اليمنى
يُعد الجهاز الهضمي المصدر الأبرز لألم البطن في هذا الجانب. من أبسط الأسباب وجود الغازات في الأمعاء، ما يؤدي إلى انتفاخ وتقلصات تشبه المغص وتزداد بعد تناول أطعمة ثقيلة. قد يزول الألم عادة عند إخراج الغازات أو عند التبرز. قد يترافق مع القولون العصبي ألم متكرر في أسفل البطن يرتبط بالتوتر ونمط الغذاء.
قد يظهر ألم آخر نتيجة حصى المرارة، وهو ألم حاد في الجزء العلوي الأيمن قد يمتد إلى الظهر أو الكتف ويظهر عادة بعد وجبات دسمة. يرافقه أحيانًا غثيان أو قيء وقد يصاحب ذلك اصفرار بسيط في الجلد في الحالات النادرة. يعتمد العلاج على تنظيم الغذاء وفي بعض الحالات قد يتطلب التدخل الجراحي لإزالة الحصوات الكبيرة أو الالتهاب. قد يستدل الأطباء أيضًا على وجود التهاب الزائدة الدودية إذا بدأ الألم قرب السرة ثم انتقل إلى أسفل البطن الأيمن.
الأسباب البولية وآثارها
ليس كل ألم في الجانب الأيمن من البطن مصدره المعدة. يعد وجود حصى الكلى من أبرز الأسباب، حيث يبدأ الألم عادة من الجانب الأيمن ويمتد إلى الفخذ أو الظهر، ويصاحبه دم في البول أو حرقان أثناء التبول. أحيانًا يظهر التهاب الحويضة والكلية كحالة تتطلب رعاية طبية عاجلة، وترافقها عادة حمى وتعب عام. يعالج الطبيب هذه الحالات باستخدام مضادات حيوية مناسبة مع الحرص على شرب كميات كبيرة من الماء.
الأسباب الخاصة بالنساء
قد يرتبط الألم في الجانب الأيمن من البطن بالجهاز التناسلي عند النساء. من أكثر الحالات شيوعًا وجود تكيس المبايض أو وجود أكياس في قناة فالوب تسبب ألمًا متكررًا في جهة معينة. وقد تشير حالات الحمل خارج الرحم أو الالتهابات إلى نفس النوع من الألم وتستلزم متابعة طبية فورية. لذا تنصح المصادر الطبية السيدات بعدم تجاهل أي ألم متكرر مع أعراض مثل نزيف أو دوخة أو غثيان.
الأسباب العضلية والهيكلية
قد يعود الألم إلى شد عضلي ناجم عن مجهود بدني أو حركة مفاجئة. كذلك قد ينتج عن مشاكل في العمود الفقري أو الأعصاب المحيطة التي تنقل الإحساس إلى هذه المنطقة. عادة ما يزداد الألم مع الحركة ويخف بالراحة أو باستخدام كمادات دافئة.
متى يجب زيارة الطبيب فورًا؟
يجب تقييم الطبيب فورًا عند حدوث ألم مفاجئ أو شديد يصاحبه حمى أو غثيان مستمر أو قيء أو صعوبة في التنفّس. كما تستدعي الاستشارة العاجلة الحالات المصحوبة بتعرق بارد أو دوخة أو ألم حاد ينتشر إلى الظهر. وتزداد الحاجة إلى التقييم إذا تكرر الألم مع نزيف غير مبرر أو فقدان للشهية أو علامات أخرى تدل على حالة طارئة. يسعى الطبيب إلى تحديد السبب من خلال الفحص السريري وربما إجراء فحوص إضافية حسب الحالة.








