رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

بقعة دم فى العين: متى تكون علامة عابرة ومتى تستدعى القلق؟

شارك

يظهر نزيف تحت الملتحمة ككتلة حمراء مسطحة على بياض العين، وهو مشهد قد يثير القلق للحظة عند الملاحظة أول مرة. يفسر هذا التغير عادة بأنه نزيف بسيط في الأوعية تحت الملتحمة، وهو أمر شائع وغير مؤذ في أغلب الحالات. لا يصاحب غالباً ألم أو ضعف في الإبصار، ولكن من المهم متابعة الحالة إذا ظهرت أعراض إضافية.

ما الذي يحدث داخل العين

تتكوّن الملتحمة من شبكة دقيقة من الأوعية الدموية تغذي سطح العين. عند حدوث تمزق في أحد هذه الأوعية، يتجمع الدم بين الملتحمة والصلبة فيظهر سطحياً كبقعة حمراء واضحة الحدود. لا تصل الدماء إلى أجزاء الرؤية، لذا لا يرافق النزيف عادة ألم أو ضعف في الإبصار.

أسباب وعوامل الخطر

في كثير من الحالات لا يجد الأطباء سبباً مباشراً لظهور البقعة الدمويّة. لكن توجد عوامل تزيد احتمالية التمزق مثل فرك العين بشدة، أو السعال، أو العطس، أو القيء، أو الإجهاد أثناء التبرز، أو حمل أوزان ثقيلة. كما أن بعض الأنشطة اليومية أو وجود أوعية دموية ضعيفة يجعل النزيف سطحيًا ولا يسبب الألم عادة.

الفئات الأكثر عرضة

تزداد فرص ظهور بقع الدم مع التقدم في العمر وتكون أعلى فوق سن الخمسين، حتى دون وجود سبب واضح. وتزداد المخاطر عند المصابين بارتفاع ضغط الدم والسكري وارتفاع الكوليسترول واضطرابات التخثر. قد تلاحظ النساء ظهورها أثناء الولادة نتيجة الضغط، كما توجد لدى الأطفال بنطاق أقل، ويكون المستخدمون العدسات اللاصقة أكثر عرضة بسبب الاحتكاك المتكرر.

متى تستدعي بقعة الدم مراجعة الطبيب

رغم أن النزيف غالباً غير خطير، إلا أن وجود ألم واضح في العين، أو تشوش في الرؤية، أو حساسية ضوء شديدة يستدعي الفحص الطبي. كما يستدعي التقييم إذا حدث بعد إصابة مباشرة في العين أو الرأس. وإذا ظهرت بقع دم متكررة دون سبب واضح، قد يشير ذلك إلى مشاكل صحية عامة تستدعي فحوص إضافية.

كيف يتم التعامل الطبي؟

في الحالات البسيطة لا يحتاج النزيف إلى علاج محدد، إذ يمتص الجسم الدم تدريجيًا خلال عدة أيام إلى أسبوعين. قد يوصي الطبيب باستخدام الدموع الاصطناعية لتخفيف جفاف العين أو الانزعاج، كما يمكن وضع كمادات باردة خلال الأيام الأولى. أما قطرات تقليل الاحمرار فمن الأفضل تجنبها لأنها قد تعيد الاحمرار مؤقتًا ثم تزداد عند استخدامها باستمرار.

أدوية قد تؤثر على التئام النزيف

يشير وجود أدوية مميعة للدم، مثل بعض مضادات التخثر أو المسكنات غير الستيرويدية، إلى احتمال بطء اختفاء البقعة. ينبغي استشارة الطبيب قبل تعديل أي دواء أو إيقافه، خاصة في حال وجود نزيف متكرر أو تاريخ مرضي في التخثر. يؤكد الطبيب غالبًا أن التغيرات في العلاج يجب أن تتم بتوجيه طبي لتجنّب مخاطر صحية.

خلاصة ونصائح عملية

تظل بقعة الدم في العين غالباً غير مؤذية وتختفي تلقائياً خلال أيام إلى أسبوعين مع الراحة وتجنب الإجهاد. الوعي بالتغيرات في العين ومراجعة الطبيب عند وجود أعراض إضافية يحافظان على سلامة النظر. ينصح بتجنب استخدام قطرات تقليل الاحمرار دون استشارة الطبيب، ومراجعة الطبيب إذا ظهرت علامات مقلقة.

مقالات ذات صلة