يبرز التأثير السريع للمحيط الرقمي على الأطفال والمراهقين، حيث يتجاوز ما يسمعونه في البيت والمدرسة إلى ما يعبرون عنه يوميًا عبر وسائل التواصل. تصبح هذه المؤثرات السريعة مع الوقت أفكارًا راسخة وسلوكيات، خاصة لدى الأطفال والمراهقين الذين يتمتعون بحساسية عالية تجاه محيطهم. وقد ظهر هذا التأثير بوضوح في أحداث مسلسل ميد تيرم، حيث تفوق المحيط والموضة السلوكية أحيانًا على التفكير الفردي. المشكلة ليست في التأثر ذاته، بل في الانسياق غير الواعي خلف ما هو رائج وغياب القدرة على التمييز بين ما يستحق المتابعة وما يجب تجاهله.
وجه البوصلة بدلًا من محاربة التريند
يظل من الصعب عزل الأبناء عن التريندات، لذا يجب توجيه البوصلة الفكرية بدل الصدام. عندما تشجع ابنك على متابعة نماذج إيجابية وقضاء وقت مع أشخاص لديهم سلوك متزن وطموح واضح، فإنك لا تمنعه من الانجراف بل تمنحه بديلًا واعيًا. قد يتم ذلك من خلال نشاط مشترك أو تجربة جديدة أو فتح نقاش حول الفرق بين الرائج والمفيد. هذه الممارسات تتيح للطفل امتلاك أدوات اختيار أكثر وعيًا في مواجهة التريندات.
علمه أن يسأل قبل أن ينساق
يظل كثير من الأبناء ينجرفون وراء التريند بدافع الفضول أو الرغبة في الانتماء دون أن يتوقفوا لطرح سؤال بسيط: هل هذا يضيف إليهم شيئًا أم يستهلكهم فحسب؟ هنا يتطلب الأمر حوارًا هادئًا بدلاً من التحقيق أو الوعظ. ساعد ابنك على التفكير في شعوره بعد متابعة تريند معين: هل يشعر بالثقة؟ بالمتعة؟ أم بالتوتر والضغط؟ هذا النوع من الأسئلة يبني لديه وعيًا داخليًا يجعلَه أكثر قدرة على الاختيار دون حاجة دائمة لتدخل مباشر.
كن النموذج في التعامل مع التريندات
إن الأبناء يتعلمون من ما يرونه أمامهم أكثر مما يسمعون من كلام. عندما يلاحظ ابنك أنك لا تنساق خلف كل ما هو رائج وأنك تختار ما تتابعه بوعي وتضع حدودًا لما يؤثر فيك، فإنه يكتسب هذا السلوك تلقائيًا. طريقة حديثك عن التريندات وعدم تضخيمها أو السخرية منها ترسل رسائل غير مباشرة لكنها عميقة التأثير لدى الأبناء سريعي التأثر. هذا الأسلوب يساعدهم على بناء وعي ذاتي وتوازن في اختياراتهم.
ناقش مخاوفك دون تخويف أو اتهام
ابدأ الحوار الصادق عندما تشعر بأن تريندًا معينًا يؤثر سلبًا على ابنك، بدلاً من مواجهته باتهام أو تخويف. المشاركة الصادقة للمخاوف في إطار من الدعم والاحترام أكثر فاعلية من المنع أو الانفجار. عبِّر عن قلقك بلغة هادئة، وركّز على إحساسك لا على الإدانة، ودعه يشعر أنك في صفه لا ضده. حتى وإن واجه حديثك بعض الرفض، ستبقى رسالتك حاضرة في وعيه وربما يعود إليها عندما يحتاج إلى التوازن وسط ضجيج التريندات.








