رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

مش لازم التهاب أعصاب.. أسباب مرضية لحدوث خدر كامل في الوجه

شارك

يؤكد الدليل الطبي أن تنميل الوجه ليس عَرَضًا واحدًا بسيطًا بل علامة قد تشير إلى عشرات الأسباب، بعضها مؤقت وبعضها يستدعي تدخلاً طبيًا. وتختلف شدته ومدة أعراضه باختلاف المنشئ والأعراض المصاحبة. وتُظهر هذه المسألة أهمية التقييم الطبي المبكر لتحديد السبب بدقة. لذا يجب عدم تجاهل أي تنميل متكرر أو مصحوب بأعراض إضافية.

أسباب بسيطة محتملة

يذكر الأطباء أن مشاكل الأسنان من أكثر الأسباب البسيطة شيوعًا لتَنَميل الوجه، خاصة عندما يمتد الالتهاب إلى جذور الأعصاب. قد يظهر الخدر حول الفم أو الخد مع ألم مرتبط بالأسنان أو بفروع الأعصاب القريبة. عادةً يزول الإحساس تدريجيًا خلال أيام، ويكفي حينها مراجعة طبيب الأسنان لتحديد العلاج المناسب من مضادات التهاب أو مسكنات. كما قد يفسر الأمر حدوث خدر بعد عمليات جراحية للأسنان أو الفك نتيجة تهيّج مؤقت للأعصاب.

أسباب أكثر تعقيدًا

يظهر شلل الوجه النصفي المعروف بـشلل بيل كاضطراب مفاجئ يصيب العصب الوجهي ويؤدي إلى ارتخاء نصف الوجه وصعوبات في الإغلاق والابتسام. يحتاج المريض هنا إلى متابعة طبية عاجلة لتفادي المضاعفات وتوجيه العلاج الطبيعي لاستعادة الحركة تدريجيًا. يوصي الأطباء غالبًا بالعلاج المبكر والدعم للمساعدة في الشفاء.

خلل مفصل الفك كسبب خفي

قد يفسر خلل المفصل الصدغي الفكي وجود وخز في الوجه، فالتوتر أو عادة صرير الأسنان يمكن أن يؤثر على الأعصاب المحيطة. يصاحب ذلك صداع مزمن أو ألم في الأذن وطقطة عند فتح الفم. يعالج هذا الوضع باستخدام أجهزة واقية للأسنان أثناء النوم، مع العلاج الطبيعي وأحيانًا تقنيات الاسترخاء لتقليل التشنجات. يجب متابعة الطبيب المختص لتحديد العلاج الأنسب.

الأعصاب والدماغ كجهة مسؤولة

أحيانًا تكون التنميل علامة على اضطرابات في الجهاز العصبي المركزي، مثل التهابات الأعصاب أو أمراض المناعة مثل التصلب المتعدد التي تغير إشارات الأعصاب. كما قد يظهر أيضًا أثناء نوبة الصداع النصفي مع أورة عصبية تسبقها، فيشعر المريض بخدر في الوجه. لكن الأهم أن قد يكون التنميل أحد مؤشرات الجلطة الدماغية إذا ظهر فجأة في جانب واحد مع ضعف في الكلام أو انحراف في الفم وصعوبة في الحركة، وهي حالة طارئة تستلزم التوجه إلى المستشفى فورًا.

القلق والدواء وتأثيرهما

يدخل القلق الشديد ونوبات الهلع في إطار أسباب التنميل العصبي، إذ يشعر الشخص بوخز خفيف في الوجه واليدين ويختفي غالبًا مع الاسترخاء والتنفس الطبيعي. من جهة أخرى، قد تسبب بعض الأدوية مثل أدوية السرطان أو مضادات الفيروسات إحساسًا بالوخز كأثر جانبي، ويزول غالبًا بتعديل الجرعة أو تغيير الدواء تحت إشراف الطبيب. يجب تجنّب تعديل الدواء من دون استشارة طبية.

التهابات وأمراض أخرى قد تكون السبب

قد تسبب فيروسات مثل الهربس النطاقي (الحزام الناري) ألمًا حارقًا ثم خدرًا في الجلد مع ظهور بثور مؤلمة. كما يمكن لداء لايم الناتج عن لدغات القراد أو السكري المزمن أن يسببا خدرًا نتيجة تلف الأعصاب الطرفية. في جميع هذه الحالات يجب إجراء فحص دقيق وتقييم عصبي وتحديد العلاج المناسب وفق السبب، سواء مضادات التهاب أو جلسات علاج طبيعي أو ضبط سكر الدم.

الوقاية والتدخل الطبي

تنميل الوجه ليس عارضًا بسيطًا يمكن تجاهله، فقد يكون علامة مبكرة لجلطة دماغية أو لسبب آخر خطير. لذلك يجب استشارة الطبيب عند حدوث تنميل متكرر أو مصحوب بضعف في الكلام أو انحراف في الفم أو صعوبة في الحركة. يبدأ العلاج عادةً من التقييم العصبي والدموي والتصوير لتحديد السبب بدقة ثم يحدد المسار العلاجي المناسب، سواء كان دوائيًا أو تدريبًا للعضلات أو ضبطًا للحالة المرضية المساعدة. وتبدأ الوقاية بالوعي المبكر والالتزام بخطة الطبيب وتجنب العوامل التي قد تزيد من الخطر.

مقالات ذات صلة