رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

ارتفاع إنزيمات الكبد في الدم.. متى يكون الإنذار خطيرًا؟

شارك

يؤكد الأطباء أن ارتفاع إنزيمات الكبد قد يكون علامة مبكرة على وجود تلف خفي في الكبد حتى لدى أشخاص يبدون بصحة جيدة. وتُعد الإنزيمات ALT ونظيرها AST من أكثر المؤشرات استخدامًا لتقييم صحة الكبد، لأنها تُخرج من خلايا الكبد عند تعرضها للإجهاد أو الالتهاب. ولكن ارتفاع هذه الإنزيمات لا يحدد وحده سبب التلف أو درجته، فقد تكون نتيجة لعوامل مؤقتة أو بسيطة وتعود إلى وضعها الطبيعي بعد معالجة السبب أو تعديل العادات. لذا يجب تقييم السياق المصاحب للارتفاع من أعراض وأمراض أخرى قبل وضع تشخيص نهائي.

أسباب ارتفاع الإنزيمات

تشير الأدلة إلى أن مرض الكبد الدهني غير الكحولي NAFLD يعد من أبرز الأسباب المرتبطة بارتفاع الإنزيمات، وقد يظهر حتى عند من لا يعانون من السمنة أو السكري بسبب العادات الغذائية السيئة وقلة النشاط البدني وتراكم الدهون حول البطن. وفي المقابل، قد يساهم تناول الكحول في رفع الإنزيمات، خصوصاً AST وGGT، حتى لو لم تظهر أعراض واضحة مما يجعل المتابعة أكثر ضرورة. كذلك تلعب الأدوية والمكملات دوراً في رفع الإنزيمات، فبعض المسكنات والمضادات الحيوية وأدوية خفض الكوليسترول من نوع الستاتينات قد تكون لها آثار على الكبد. كما يمكن أن ترتفع الإنزيمات في إطار عدوى فيروسية شائعة كالتهاب الكبد A وE عبر الغذاء أو الماء، وبالتلامس مع الدم في حالات B وC.

إلى جانب الأسباب المذكورة، يجب الانتباه إلى الأعراض المصاحبة التي لا يجوز تجاهلها، فالإصفرار في الجلد أو العينين قد يكون من دلائل مشاكل كبدية تحتاج متابعة طبية فورية. كما يمكن أن يظهر البول الداكن وفقدان الوزن غير المبرر، وتكون الغثيان المستمر أو التورم المتكرر بالجسم مؤشرات إضافية على وجود خلل وظيفي بالكبد. وفي حال ارتفاع البيليروبين أو وجود اضطراب في زمن التجلط فهذه إشارات خطرة تستدعي تقييمًا طبيًا عاجلًا.

متى يصبح ارتفاع الإنزيمات خطرًا؟

يصبح القلق أكبر عندما تتجاوز الإنزيمات خمسة أضعاف المعدل الطبيعي، وهو معنى واضح يشير إلى وجود تلف محتمل في الكبد يَحتاج تقييمًا دقيقًا. كما يزداد الخطر عند حدوث ارتفاع سريع ومفاجئ يستمر لفترة طويلة دون تفسير، ما يستدعي مراجعة أخصائي الجهاز الهضمي في أسرع وقت. ويؤكد الأطباء أن مراقبة هذه الإنزيمات وتفسيرها يجب أن تتم في إطار فحص سريري يراعي الأعراض والنتائج الأخرى، لأن وجود ارتفاع بسيط قد يرافق عدة حالات عابرة بينما يتطلب ارتفاع مخيف استجابة فورية. لذا فإن استمرارية الارتفاع دون سبب واضح يجعل الحاجة إلى تشخيص وعلاج مبكري أكثر إلحاحاً.

كيف يتم العلاج؟

يعتمد العلاج في المقام الأول على معالجة السبب الكامن وراء ارتفاع الإنزيمات، ولا يستهدف الإنزيم نفسه فقط. يمكن أن تتحسن الحالات كثيراً إذا تم التدخل مبكراً وتغيير العادات الحياتية، مثل فقدان الوزن وتحسين النظام الغذائي وممارسة الرياضة بانتظام والامتناع عن الكحول. كما يُنصح بمراجعة الأدوية المستخدمة مع الطبيب لتحديد ما إذا كان لها تأثير سلبي على الكبد، واستبدالها عندما يكون ذلك مناسباً. وفي الحالات المتقدمة قد تتطلب التدخلات الطبية المتخصصة مثل إجراءات تنظيرية أو جراحية للحفاظ على وظائف الكبد ومنع تطور المرض إلى تليف أو فشل كبدي.

مقالات ذات صلة