أعلنت شركة كابوينج للتحرير عن نتائج استطلاع شمل 15 ألف قناة من أشهر القنوات على يوتيوب في العالم. أظهر الاستطلاع أن 278 قناة تقتصر محتوياتها على فيديوهات رديئة الجودة مولّدة بالذكاء الاصطناعي. بلغ مجموع مشاهداتها أكثر من 63 مليار مشاهدة، بينما بلغ عدد مشتركيها 221 مليون مشترك، وتُقدَّر الإيرادات السنوية بنحو 117 مليون دولار وفقًا للتقديرات. وتشير النتائج إلى أن صناعة المحتوى المولّد بالذكاء الاصطناعي تشهد نموًا سريعًا وتسيطر جزئيًا على اتجاه المحتوى على المنصات الكبرى.
كما أنشأ الباحثون حسابًا جديدًا على يوتيوب، وبيّنت النتائج أن 104 من أول 500 فيديو مقترح في صفحة المستخدم كانت من النوع الرديء مولّد بالذكاء الاصطناعي. وثُلّث الفيديوهات ضمن الـ500 كانت من فئة المحتوى الرديء، وهو تصنيف يشمل المحتوى المُنتَج بالذكاء الاصطناعي وغيره من المحتويات منخفضة الجودة المصممة لتحقيق الربح. وتوفر هذه النتائج لمحة عن صناعة ناشئة تهيمن على منصات التواصل الاجتماعي الكبرى وتعيد تشكيل أسلوب عرض المحتوى ليكون جذابًا للمشاهدين حتى من دون وجود سياق.
تأثير المحتوى المولّد بالذكاء الاصطناعي
أشار الصحفي ماكس ريد إلى وجود أعداد كبيرة من المستخدمين على منصات مثل تيليجرام وواتسآب وديسكورد يتبادلون نصائح ودورات تدريبية حول إنتاج محتوى يحقق ربحًا من خلال جاذبيته. ذكر ريد أن كثيرين من هؤلاء المنتجين يأتون من دول ذات دخل متوسط وتوفر وصولًا جيدًا إلى الإنترنت، مثل الهند وأوكرانيا وكينيا ونيجيريا والبرازيل، حيث تكون العوائد مجزية مقارنة بمتوسط الأجور في بلدانهم. كما أشار إلى أن بيئة دعم صانعي المحتوى من يوتيوب وميتا ليست شفافة تمامًا فيما يتصل بتمويل المحتوى ومصدره، وأن قطاع المحتوى المولّد بالذكاء الاصطناعي يعجّ بالمحتالين الذين يبيعون دورات ونصائح تحقق أرباح أعلى من أرباح هؤلاء المنتجين أنفسهم. وبينما تستمر الابتكارات في الظهور، يظل البعض يعتبر هذا القطاع مصدر رزق حيوي رغم أن الخوارزميات هي التي تقرر توزيع المحتوى وتحديد سبل وصوله للمستخدمين.
التحديات والضوابط
أشار ريد إلى أن الطبيعة الآلية للمحتوى تتيح توليد عدد كبير من الأفكار، وبالتالي يبقى التحدي في اكتشاف المحتوى الأكثر جدوى وتوسيع نطاقه. أوضح متحدث باسم يوتيوب أن الذكاء الاصطناعي التوليدي أداة يمكن استخدامها لإنتاج محتوى عالي الجودة وآخر منخفض الجودة، وأن المنصة تلتزم بالسياسات وتزيل ما يخالفها. كما أكد أن أي محتوى يُرفع يخضع للإرشادات، وتُتخذ إجراءات حيال المخالفات. كما أكدت التصريحات أن المنصتين تسعيان لربط المستخدمين بمحتوى يتسم بالجودة، مع استمرار مواجهة التحديات الناتجة عن انتشار المحتوى غير الأصيل.
تبقى هذه النتائج علامة على صناعة ناشئة تتسع بسرعة وتؤثر في أساليب استهلاك المحتوى على منصات عالمية. تبرز التحديات التنظيمية والتقنية في ميزان التوازن بین الابتكار والاحتيال، وتؤكد الحاجة إلى سياسات أكثر وضوحًا بشأن التمويل وخوارزميات الترتيب. في الختام، تظل المتابعة المستمرة ضرورية لضمان أن المحتوى المعروض يخدم المستخدمين ويحافظ على معايير الجودة.








