رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

لقاحات وأدوية جديدة.. أبرز ابتكارات علاج السرطان في 2025

شارك

أعلنت مجموعة من الدراسات والأبحاث خلال عام 2025 عن تقدمات مهمة في تطوير لقاحات وعلاجات جديدة لمختلف أنواع السرطان بجانب اللقاحات الوقائية. أكدت النتائج أن اللقاحات لعبت دوراً رئيسياً في تعزيز الوقاية والحد من الإصابات بالمرض. كما أظهرت الأبحاث أن الابتكارات في العلاج تفتح آفاقاً جديدة لرفع نسب الشفاء وتحسين جودة الحياة. تركزت الجهود الدولية على تعزيز الوقاية وتطوير خيارات علاجية موجهة وفعالة.

اللقاحات الوقائية من السرطان

ويعد اللقاح الروسي للوقاية من مختلف أنواع السرطان، والذي يعتمد على تقنية mRNA، من أهم الابتكارات التي برزت هذا العام لمكافحة السرطان. يهدف اللقاح إلى تدريب الجهاز المناعي على التعرف إلى خلايا الورم قبل أن تتطور الإصابة. بدأت التجارب السريرية لهذا اللقاح خلال ستة أسابيع من الإعلان عن تطويره. يمثل ذلك خطوة مهمة في مسار الوقاية من السرطان على نطاق واسع.

كما توصل باحثون من جامعة كاليفورنيا الأمريكية إلى لقاح تجريبي يمكنه المساعدة في منع الانتكاس وعودة الإصابة بالسرطان بعد التعافي، خاصة لسرطاني البنكرياس وسرطان القولون والمستقيم. يُجرى اللقاح في إطار تجارب بشرية مبكرة لتقييم سلامته وفعاليته. ويركز على تعزيز الاستجابة المناعية الدائمة ضد الخلايا السرطانية وتوفير حماية مستمرة. هذا التطور يعزز آمال الوقاية من عودة المرض بشكل ملموس.

دراسة أمريكية أخرى أشارت إلى لقاح جديد يمنع عودة السرطان مجدداً. في تجارب مبكرة على نماذج حيوية وبداية تجربة بشرية، ظهر أن اللقاح يعزز الاستجابة المناعية ويقلل احتمالية الانتكاس. يُجرى التقييم لمعرفة مدى قوته وملائمته لمجموعة واسعة من أنواع السرطانات. ينتظر أن يوفر آلية حماية متقدمة مع تقليل الحاجة إلى علاجات متكررة.

علاجات جديدة للسرطان

بدأ فريق بحثي من جامعتى لندن وأكسفورد أول تجربة سريرية في العالم لاختبار لقاح يهدف إلى الوقاية من سرطان الرئة. تهدف التجربة إلى تقييم سلامة وفعالية اللقاح في الوقاية من سرطان الرئة. هذه الخطوة تمثل تقدماً تاريخياً في الاتجاه الوقائي للسرطان. ينتظر فريق البحث نتائج التقييمات الأولية لتحديد جدوى التوسع والتطبيق المستقبلي.

كشفت أبحاث روسية عن مركب جديد لعلاج التقاط نيوترونات البورون يُستخدم لتوصيل العلاج إلى الورم مع تقليل التأثير على الأنسجة السليمة. يهدف المركب إلى توجيه التفاعل النووي إلى الخلايا السرطانية بدقة أعلى. تُجرى حالياً دراسات ما قبل السريرية لتقييم سلامة وفعالية هذه التقنية. يمثل هذا التطور إضافة محتملة إلى خيارات العلاج الموجهة ويعزز إمكانات القضاء على الورم بشكل أكثر دقة.

توصل فريق بحثي إلى علاج مركب يقلل خطر الوفيات المرتبطة بسرطان البروستاتا المتقدم بنحو 40%. يركز العلاج على تحسين نتائج المرضى وتخفيف العبء الطبي المصاحب للمرض. ما تزال النتائج قيد التقييم في دراسات أوسع لضمان الثبات والقدرة على التعميم. يعزز هذا التطور الأمل في تحسين مسارات النجاة وتخفيف المعاناة المرتبطة بالمرض.

أظهرت دراسة أن العلاج المناعي يمكن أن يحل محل الجراحة والإشعاع والعلاج الكيميائي في بعض الأورام الصلبة التي تعاني من نقص في إصلاح الخلايا الجذعية، مما يساعد المرضى في الحفاظ على أعضائهم وتجنب الآثار الجانبية القاسية. يظل العلاج المناعي جزءاً من منظومة علاجية مخصصة وفق حالة كل مريض وشدة المرض. تشير النتائج إلى إمكانات توسيع استخدامه في حالات محددة عندما تكون الخيارات التقليدية محدودة الفاعلية. تبقى папدارة الاستقرار dokرة العوامل الداعمة تحت المراقبة المستمرة للتأكد من السلامة والفعالية.

أعلنت هيئة صحة وطنية في إنجلترا أنه يمكن علاج ما يصل إلى 15 ألف مريض بالسرطان سنوياً بحقنة مناعية سريعة بدلاً من التنقيط الوريدي. يختصر ذلك زمن العلاج ويحسن راحة المرضى، مع تعزيز سرعة وصول العلاج إلى عدد أكبر من الحالات. يجري تقييم النطاق الفعلي للتطبيق وتحديد أنواع العلاجات المناعية الأكثر فاعلية في السياق السريري. يمثل ذلك تحولاً ملحوظاً في أساليب تقديم العلاج وتخفيف عبء التنقيط الوريدي التقليدي.

كما أعلنت نتائج مبكرة عن تقنية علاجية تعتمد على بخاخ أنفي نانوي يمكنه الوصول إلى الدماغ وتنشيط الجهاز المناعي لمهاجمة الورم الأرومي الدبقي. تتوافر حالياً مراجعات لتقييم الفعالية والسلامة في سياق التجارب السريرية المبكرة. إذا أثبتت التجارب نجاحها، فقد يفتح ذلك مساراً جديداً لعلاج سرطان الدماغ وتخفيف العواقب المرتبطة بالجراحات والإشعاع التقليدي. يبقى التطور قيد المتابعة والانتباه لتقييم الجدوى العلاجية والتكامل مع باقي الخيارات العلاجية.

الذكاء الاصطناعي والتشخيص المبكر

في مجال الذكاء الاصطناعي، طور باحثون من جامعة هونغ كونغ تقنية جديدة تستخدم أسراباً من الروبوتات الدقيقة لتوصيل العلاج مباشرة إلى مواقع الورم. يهدف هذا النهج إلى زيادة دقة العلاج وتقليل الضرر الناتج عن العلاج الكيماوي والإشعاعي التقليدي على الأنسجة السليمة. تُجرى حالياً اختبارات مخبرية وتقييمات ابتدائية تمهيداً لدخول التطبيق السريري على نطاق أوسع. تمثل هذه التقنية خطوة واعدة نحو علاجات دقيقة ومعتمدة على التوجيه الفردي.

وقبل ذلك، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على أول أداة ذكاء اصطناعي للتنبؤ بخطر الإصابة بسرطان الثدي. تستخدم الأداة بيانات متعددة للمساعدة في تحديد استراتيجيات الكشف المبكر وتقييم المخاطر بشكل أدق. يعد هذا الإقران بين الذكاء الاصطناعي والرعاية الصحية مؤشراً على التوسع المستمر في الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي في التقييم الطبي. يعزز ذلك إمكانات تحديد الحالات مبكراً وفتح خيارات علاج أكثر فاعلية.

أشارت نتائج بحث من جامعة ساوثهامبتون إلى أن اختبار دم يعتمد على الذكاء الاصطناعي يمكنه اكتشاف 12 نوعاً من السرطان عبر تحليل أجزاء وراثية من الورم في الدم. يتيح ذلك فرصة الكشف المبكر وتحسين فرص الشفاء عند بدء العلاج مبكراً. تخضع النتائج للمزيد من التحقق قبل تطبيقها عملياً على نطاق واسع. يعكس ذلك تطوراً جذرياً في طرق فحص الأوعية الدموية والكشف المبكر عن الأورام.

كما أظهرت دراسة حديثة أن اختبار دم يمكنه الكشف عن أكثر من 50 نوعاً من السرطان وتحديد العضو المصاب بدقة عالية، مما قد يغيّر ملامح التشخيص المبكر للأورام. يوفر هذا التقييم إمكانات جديدة لثبات وجود المرض وتحديد مكان الورم بدقة عالية قبل ظهور الأعراض. يُتوقع أن تخضع هذه النتائج لمزيد من التقييم في تجارب سريرية موسّعة قبل الاعتماد الروتيني. يشير ذلك إلى تحولات كبيرة في مستقبل تشخيص السرطان والوقاية منه.

مقالات ذات صلة