خلفية القضية والاتهامات
أعلنت المحكمة في مدينة بيزانسون الشرقية عن الحكم بالسجن مدى الحياة للطبيب فريدريك بيشييه في قضية تُعد من أكبر قضايا الإهمال الطبي في فرنسا. أدين الطبيب البالغ من العمر 53 عامًا في نهاية محاكمة امتدت أربعة أشهر. تبين من التحقيقات أن بيشييه أدرج مواد كيميائية مثل كلوريد البوتاسيوم أو الأدرينالين في محاليل مرضاه أثناء الجراحات، ما تسبب في توقف قلوبهم وتوفي اثنا عشر مريضًا.
وورد في الاتهام أن بيشييه تصرف بنية تشويه سمعة زملائه الأطباء وكان يحضر مبكرًا إلى العيادة ليعبث بأكياس المحاليل الوريدية. وكانت ساندرا سيمارد، وهي امرأة تبلغ من العمر 36 عامًا، أول ضحية معروفة إذ أصيبت بسكتة قلبية أثناء جراحة في العمود الفقري ونجت بفضل تدخل طارئ. وأظهرت الفحوص وجود تركيز بوتاسيوم يفوق المتوقع في أكياس المحاليل يقارب مئة مرة.
تفاصيل الحكم وآثاره
وقضت المحكمة بأن بيشييه سيقضي الآن ما لا يقل عن 22 عامًا خلف القضبان، بعد أن كان حراً أثناء المحاكمة. وللادعاء أن أمامه فترة استئناف تمتد عشرة أيام يمكن أن تؤدي إلى محاكمة ثانية خلال العام التالي. وأشار المدعون إلى أن زملاءه وصفوه دائماً بأنه يملك الحل ويصنع لنفسه صورة المنقذ ليجذب ثقة من حوله.
نفي بيشييه الاتهامات وتأكيد محاميه على عدم وجود دليل قاطع يربطه بالجرائم، مع تأكيده أنه ليس سمًّا بل يلتزم بقسم أبقراط. وخلال المحاكمة اعترف بأن بعض المرضى مرضوا أو توفوا، لكنه أصر على أنه لم يفعل ذلك بشكل مقصود. ووصفه طبيب نفسي تابع للمحكمة بأنه يمتلك شخصية متناقضة، حيث يظهر جانب يحترم وآخر قد يسبب أذى شديد، وهو ما أشار إليه في تاريخه الشخصي بما في ذلك محاولات الانتحار في عامي 2014 و2021.








