أعلنت جوجل عن دخولها عالم النظارات الذكية بإطلاقها نموذج نظارات جوجل الجلاس في عام 2014، وكانت خطوة جريئة حينها لدمج العالم الرقمي بالحياة اليومية. عرضت الشركة أن النظارات ستوفر تفاعلًا مباشرًا مع المحتوى الصوتي والمرئي المحيط بها، لكنها سرعان ما واجهت انتقادات متعددة. سُعر الجهاز بلغ 1500 دولار، وهو سعر مرتفع دفع الكثير من المستخدمين إلى مقاربات حذرة. أدى ذلك إلى فشل تجاري واضح حتى وإن حملت التجربة رؤى مستقبلية عن الإمكانات الإعلامية لهذه التقنية.
وفي مناسبة حديثة في جامعة ستانفورد بمناسبة مرور مئة عام على تأسيسها، اعترف سيرجي برين بأن محاولته ترويج النظارات بسرعة كبيرة ربما كانت سابقة لأوانها. قال: “أعتقد أنني حاولت تسويقها بسرعة كبيرة”، وأوضح أن النظارات ربما لم تكن جاهزة للسوق عند إطلاقها، وأن شركة جوجل كان عليها بذل جهد إضافي لتحقيق التوازن بين التكلفة وجودة المنتج. أشار إلى أننا كنا قادرين في فترات سابقة على تصنيع الجهاز بتكلفة معقولة وبجودة عالية تلبي احتياجات المستهلكين، وهذا ما كنا نحتاج إلى الحفاظ عليه.
دروس من التجربة وتطلعات المستقبل
استخلص برين من تجربة ما عُرف بنظارات جلاس دروس مهمة تتعلق بنضج الابتكارات قبل طرحها في السوق، وأكد للطلاب أهمية دراسة فكرة الجهاز القابل للارتداء جيداً قبل الإقدام على مغامرات كبيرة. أوضح أن فكرة الجهاز القابل للارتداء تتطلب فحص جدواها من جميع الجوانب قبل اتخاذ خطوات جريئة تشبه القفز من المظلة أو الاعتماد على منصات جديدة. كما أشار إلى أن جوجل واصلت العمل في هذا المجال واهتمت بتحسين طريقة الإنتاج وتقليل التكاليف كي تلبّي احتياجات المستهلكين. ومن المتوقع أن تعلن جوجل عن مشروع أورا كأحدث نظاراتها الذكية خلال السنوات القادمة وتستهدف عام 2026 تاريخًا لإطلاق الجيل الجديد.
