يؤكد الدكتور هارشيل شاه أن الإمساك المستمر لأسابيع أو شهور مع وجود اختلاف واضح في نمط التبرز عن العادة قد يستدعي التقييم الطبي المبكر. يشير إلى أن سرطان القولون غالبًا ما يتطور بهدوء في المراحل المبكرة دون أعراض ظاهرة، ما يجعل وجود تغير ملحوظ في العادات أكثر إثارة للقلق. ومع نمو الورم داخل القولون، قد يضيق تجويف الأمعاء مسببًا صعوبات متزايدة في التبرز وتغيرًا في تكراره أو قوامه. كما أن الوعي بالعوامل المرتبطة بنمط الحياة يظل ضروريًا لتمييز الإمساك الوظيفي من الأمور الأكثر خطورة.
علامات تحذيرية مرتبطة بالإمساك
يتحول الإمساك من حالة شائعة بسبب تغيّرات النظام الغذائي أو قلة السوائل إلى علامة تحذيرية عندما يصاحبه أعراض خطيرة مثل وجود دم في البراز وفقدان وزن غير مبرر وألم مستمر في البطن وتعب وفقر الدم الناتج عن نقص الحديد. كما يعد العمر عاملاً رئيسياً، فالذين تجاوزوا 45 عامًا أو من لديهم تاريخ عائلي للإصابة بسرطان القولون والمستقيم أو الأورام الحميدة يحتاجون إلى تقييم مبكر إذا تغيرت عادات التبرز. يوضح الخبراء أن معظم حالات الإمساك تعود إلى اضطرابات الأمعاء الوظيفية وعوامل نمط الحياة، غير أن وجود هذه الإشارات يستدعي فحصًا إضافيًا لاستبعاد السرطان.
الكشف المبكر وأهميته
بحسب الخبراء، فإن الكشف المبكر عن سرطان القولون أمر بالغ الأهمية، إذ تساعد الفحوصات في الوقت المناسب مثل تنظير القولون في تحديد المرض في مرحلة قابلة للعلاج. يذكر الدكتور محمد ميثي أن النهج الأولي يشمل تعديلات غذائية لزيادة الألياف، رفع استهلاك السوائل، وربما أدوية عند اللزوم، مع إشعار بأن الإمساك الحديث الظهور يقتضي تقييمًا إضافيًا إذا لم يتحسن خلال فترة تقارب الشهر إلى الشهر ونصف. إذا استُبعد سبب الإمساك الشائع، تتطلب الحالات تقييمًا أعمق للوصول إلى التشخيص الصحيح وخطة العلاج الملائمة. كما يشير الخبراء إلى أن إزالة الأورام الحميدة قبل تحولها إلى سرطان قد يحسن فرص الشفاء بشكل كبير.








