توضح هذه المقالة أن ألم الجانب السفلي من القفص الصدري ليس مجرد مشكلة في العظام أو العضلات، بل يمكن أن يخفي خلفه عدّة أعضاء حيوية. يرتبط ظهور الألم بمكانه وبالأعراض المصاحبة وبنوع الاضطراب في العضو المصاب. تساعد معرفة العلاقة بين موضع الألم ووظيفته في تشخيص السبب وتحديد العلاج المناسب. هذا يعني أن الخلل في أحد الأعضاء الواقعة في هذه المنطقة قد يترجم إلى ألم يختلف في شدته.
متاعب المرارة والالتهابات المرتبطة
تشير الحالات التي تتأثر بها المرارة إلى أن الالتهابات أو وجود حصوات قد تسبب ألمًا يمتد إلى الظهر ويظهر بعد تناول وجبات دهنية، وهو غالبًا ما يوقظ المريض ليلاً من النوم. وتتفاوت شدة الألم بحسب حجم الحصوة ونشاط الالتهاب. قد يرافق الألم غثيان وقيء وتغير في حركة الأمعاء واضطراب في الهضم، وفي بعض الحالات يصبح المكوث في المستشفى ضرورياً للعلاج. يعتمد العلاج على السوائل والمسكنات وأحياناً المضادات الحيوية وتجنب الدهون قدر الإمكان.
ويُشار إلى أن البنكرياس قد يسبب ألمًا في الجانب الأيسر السفلي من القفص الصدري عندما يصاب بالالتهاب أو حدوث مشاكل أخرى. يزداد الألم عادة مع تناول وجبات دسمة أو دهون، وقد يصاحبه غثيان وقيء وارتفاع بسيط في الحرارة. في كثير من الحالات يستلزم الأمر دخول المستشفى لتلقي السوائل وتسكين الألم والمراقبة، وتؤخذ أحياناً أدوية للمساعدة على الهضم وتخفيف الالتهاب. يساعد التوقف عن الدهون في تخفيف الأعراض وتحديد سبب الالتهاب لإعطاء العلاج المناسب.
التهاب الغضروف الضلعي
قد يشعر الشخص بألم شديد عند التنفس العميق أو عند لمس عظام الصدر، ولكنه في الواقع ناتج عن التهاب الغضروف الذي يربط الأضلاع بعظم القص. يبرز هذا الألم خاصة أثناء الحركة أو التنفس ويماثل أحياناً ألم الذبحة الصدرية، لكنه يزول مع الراحة أو العلاج الفيزيائي. يعزز التخفيف من الأعراض تجنّب الإجهاد واستخدام كمادات دافئة وتناول مضادات الالتهاب وفق توجيهات الطبيب. الحصول على تشخيص دقيق يمنع الخلط مع أزمات قلبية محتملة ويحدد العلاج الأمثل.
التهاب التامور
يؤدي التهاب الغشاء المحيط بالقلب إلى ألم يشتد عند الاستلقاء ويخف عندما يجلس المصاب، ويرافقه غالباً صعوبة في التنفّس أو إحساس بضغط في الصدر. قد يتفاوت الألم بين خفيف ومؤلم بحسب شدة الالتهاب وتراكم السوائل حول القلب. يجب مراجعة الطبيب بسرعة لتأكيد التشخيص وتحديد العلاج المناسب، الذي قد يشمل أدوية مضادة للالتهاب أو كورتيزون وفي بعض الحالات سحب السوائل المتجمعة حول القلب.
مشكلات المعدة والقولون
تنشأ غالباً من الجهاز الهضمي، فالتهاب المعدة أو قرحتها يسبّبان إحساساً بالحرق يمتد إلى الصدر، كما أن الارتجاع الحمضي يسبب شعوراً بالحرقان يمتد من المعدة إلى الحلق. وتظهر أيضاً آلام في أسفل القفص الصدري مع بعض الحالات نتيجة لمشاكل في القولون العصبي الذي يرافقه الانتفاخ والغازات وتغيّر في حركة الأمعاء. يحتاج العلاج لتنظيم الطعام وتخفيف التوتر، وأحياناً استخدام أدوية مهدئة لتشنجات القولون وتعديل نمط الحياة.
الطحال والكلى
يقع الطحال في الجزء العلوي الأيسر من البطن، فإذا كان هناك تضخّم أو التهاب قد يزداد الألم مع السعال أو التنفس العميق، كما أن تمزّقه المفاجئ يفرض تدخلاً طبياً عاجلاً. أما الكلى فوجود حصوات صغيرة يسبب ألمًا يشتد من الخاصرة إلى أسفل البطن مع احتمال وجود غثيان أو دم في البول، وتُعالج الحالة بشرب الماء بكثرة وتفتيت الحصاة وفي الحالات الصعبة قد تكون الجراحة مطلوبة.
أمراض الرئة وغشاء الجنب
تشير الالتهابات الرئوية أو الالتهاب المحيط بالرئة إلى احتمال وجود ألم جانبي تحت الأضلاع يزداد مع التنفّس أو السعال. يعالج هذا النوع من المشكلات وفق نوع الالتهاب، فهناك خيارات تشمل مضادات حيوية أو أدوية مضادة للالتهاب مع الراحة وتجنب التدخين.
متى يجب القلق؟
يجب مراجعة الطبيب فوراً عند حدوث ألم حاد ومفاجئ مع ضيق تنفّس أو دوار أو قيء دموي. أما الألم الخفيف الذي يستمر لبضعة أيام فيفضل تقييمه طبياً لتحديد سببه قبل أن يتفاقم.








