رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

هل التوتر يزيد خطر الإصابة بالمرض ويؤثر في المناعة

شارك

يشرح الخبراء أن التوتر يؤدي إلى إفراز هرمونات مثل الأدرينالين والكورتيزول في الجسم، وهذه الهرمونات تجهّز الجسم لاستجابة الكر والفر وتؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وتسريع ضربات القلب. وتثبط هذه الاستجابة أحياناً وظيفة الجهاز المناعي بشكل مؤقت، ما يجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض. ويُشير الباحثون إلى أن التوتر القصير الأجل قد يمر بسرعة، بينما التوتر المزمن يطرح مشكلة أعمق وتبعات صحية أقوى. وإذا استمر التعرض لهذه الهرمونات لأسابيع أو شهور، يضعف الجهاز المناعي تدريجيًا ويقل نشاطه في مكافحة الخلايا الضارة.

تأثير التوتر على المناعة

يقول ديفيس، رئيس قسم علوم الحياة في إمبريال كوليدج لندن، إن للإجهاد أثرًا راسخًا على صحة جهاز المناعة. ويضيف أن الإجهاد الحاد قد يغيّر عدد خلايا المناعة في الدم، لكنها تعود إلى وضعها الطبيعي خلال نحو ساعة. أما الإجهاد المزمن فظروفه مختلفة، فاستمرار وجود تهديدات التوتر يفرض استجابة مستمرة للجسم ويُبقي الهرمونات في الدم عالية. ويشير إلى أن وجود الكورتيزول مع الخلايا المناعية يجعلها أقل فاعلية في تدمير الخلايا المريضة، وهذا يوضح كيف يضعف التوتر المناعي بمرور الوقت.

آليات التأثير على الخلايا المناعية

على المستوى الجزيئي، عندما تتعرض الخلايا المناعية لمستوى عالٍ من الكورتيزول، تصبح أقل قدرة على قتل الخلايا المصابة. ويوضح ديفيس أن الكورتيزول يغير سلوك الخلايا المناعية ويقلل فعاليتها في الدفاع عن الجسم. وتؤكد المصادر أن التعرض المستمر لهذه الهرمونات لأيام أو أسابيع يجعل الاستجابة المناعية أضعف بشكل ملحوظ.

طرق لتخفيف التوتر

تشير الدراسات إلى أن تقنيات مثل التأمل الذهني والتاي تشي قد تساهم في خفض مستويات الكورتيزول. ويشير ديفيس إلى أن إثبات الفائدة بشكل قاطع في الواقع يمثل تحدياً، لأن قياس صحة المناعة في الحياة اليومية معقد. ويمكن تطبيق نصائح عملية مثل تناول نظام غذائي متوازن، والالتزام بنوم منتظم، وممارسة الرياضة بانتظام، وممارسة اليقظة الذهنية.

مقالات ذات صلة