رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

هل أقفلت الباب أم لا؟ علامات الوسواس القهري وطرق التعامل معه

شارك

يشرح الدكتور محمد فوزي، أستاذ الطب النفسي بجامعة أسيوط، أن الوسواس القهري اضطراب نفسي يتسم بأفكار وصور قهرية تسبب قلقاً شديداً، فيلجأ الشخص إلى أفعال أو طقوس متكررة لتخفيف هذا القلق بشكل مؤقت. يؤدي استمرار هذه الطقوس إلى إعادة دورة القلق وتستهلك الوقت وتؤثر سلباً في الأداء والعلاقات الإنسانية. لا يعكس وجود هذه الأفكار أخلاق الشخص أو دينه، بل هو اضطراب يتطلب تقييمًا وعلاجًا مناسبًا.

أعراض الوسواس القهري

تشمل الأعراض الأساسية مخاوف التلوث والعدوى بشكل مفرط وخوفاً من الجراثيم. كما يظهر الشك المستمر والاحتياج إلى التأكد من أمور مثل إغلاق الباب أو إطفاء النار. وقد تترافق مع أفكار محرمة أو عدوانية ودينية لا تعكس قيم الشخص، مع شعور بالتماثل والترتيب.

ومن الأعراض الشائعة الأخرى غسل اليدين أو التطهير المتكرر ومراجعة متكررة للأقفال والكهرباء والرسائل. كما يتضمن العد والترتيب والتكرار أو تصحيح الأشياء حتى تصبح على نحو يطمئن المصاب. وقد تظهر طقوس ذهنية مثل الدعاء ومراجعة الأحداث لتخفيف القلق، ما يجعل العادات تستهلك وقتاً طويلاً وتؤثر في الحياة اليومية.

أسباب الوسواس القهري

يشير الخبراء إلى أن العامل الوراثي والبيولوجي يساهمان في حدوثه، إضافة إلى وجود دوائر عصبية كيميائية مرتبطة بتنظيم القلق واتخاذ القرار. كما تلعب العوامل النفسية دوراً في زيادة الحساسية للشك وعدم تحمل عدم اليقين والمبالغة في المسؤولية والذنب. وتؤثر الضغوط الحياتية في تفجير الأعراض أو زيادتها لكنها ليست السبب الوحيد دائماً.

وتتفاعل هذه العوامل مع بيئات الحياة المختلفة لتبرز أعراض الوسواس القهري بشكل أوسع عند بعض الأشخاص. ويزداد الخطر عند وجود توترات وظيفية أو اجتماعية مستمرة. ولا يعني ذلك أن المعاناة من اضطرابات القلق تفسر كل ظهور لهذه الحالة، لكنها تزيد من احتمال تفاقمها لدى بعض الأفراد.

التعامل مع مريض الوسواس القهري في العمل

يؤكد المختص أن الهدف ليس إقناع المصاب بأن خوفه غير منطقي، بل مساعدته في تقليل الطقوس تدريجيًا وزيادة المرونة. يُنصح بوضع تعريف واضح للإنجاز وتحديد مهام محددة مع استخدام قوائم تحقق بسيطة ومحدودة. يُفضل استخدام لغة هادئة وتجنب المشاركة في الطقوس والتركيز على تنفيذ خطوة واحدة متفق عليها مع الحفاظ على خطة العمل. كما يُنصح بتقليل الطمأنة المتكررة، والالتزام بإجابة موحدة ثم المتابعة وفق الخطة.

كما يوصى بتحديد أوقات محددة للأسئلة كي لا تتحول إلى مقاطعات مستمرة، مثل تخصيص 10 دقائق يومياً لمراجعة الأمور وتجنب إرهاق الزميل. هذا الإجراء يساعد في تقليل استنزاف الوقت والقلق المرتبط بالاستفسارات المتكررة. يُثبت ذلك فاعليته في تعزيز التركيز وإتمام المهام وفق الخطة المحددة.

علامات خطورة

يعلن الدكتور وجود مؤشرات تدل على أن الوضع بحاجة إلى تدخل متخصص بشكل فوري. من هذه المؤشرات استمرار الضياع في الوساوس والطقوس لأكثر من ساعة يومياً وتأثيرها في الأداء. كما يعزز ظهور اكتئاب شديد أو نوبات هلع أو أفكار انتحارية الحاجة إلى رعاية عاجلة. عندما تعيق الطقوس حضور العمل أو العلاقات يصبح التقييم الطبي ضرورياً.

العلاج

يشير الدكتور فوزي إلى أن العلاج المعرفي السلوكي مع التعرض ومنع الاستجابة هو الخيار الأساسي لعلاج الوسواس القهري. يهدف الأسلوب إلى كسر دائرة القلق وتقليل ممارسات الطقوس تدريجياً، مع زيادة القدرة على مواجهة الأفكار دون الاستجابة القهرية. يؤدي ذلك إلى راحة أطول ومتانة في الأداء مقارنة بالاعتماد المستمر على الطقوس، وتظهر أحياناً فاعلية مضاعفة للعلاج مع استخدام أدوية مثل مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية عندما يلزم الأمر.

مقالات ذات صلة