رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

الكلاسيكو.. الأرقام ما بعد وفاة الدكتاتور تؤكد مصداقية برشلونة

شارك

 

الناقد الرياضي علاء محمد- الإمارات نيوز

 

لطالما تحدث أبناء مقاطعة كاتالونيا عن ظلم ما بعده ظلم تعرض له ناديهم الأسطوري برشلونة في مواجهة خصمه اللدود، ريال مدريد، التابع لحكومة العاصمة مدريد مباشرة، أيام حكم الملك فرانكو، ولطالما نفت صحافة مدريد الاتهامات وزعمت أن الكاتالونيين يعزون هزائمهم أمام ريال مدريد لقوة سلطوية خارجة عن نطاق الرياضة.. فإننا وعلى بعد 24 ساعة من موعد الكلاسيكو الذي سيجمع الطرفان في سهرة يوم غد السبت على ملعب سانتياغو برنابيو في العاصمة، نستعرض بعضا من الأرقام التي تقرّب روايات أبناء كاتالونيا من الصدقية، وتثبت أن الأمور أيام الدكتاتور الإسباني الشهير، فرانكو، كانت تجري بعكس ما تبتغيه كرة القدم التنافسية.

 

الملك فرانكو توفي بتاريخ 20 نوفمبر 1975، وخلفه ولده خوان كارلوس الذي وعد بإصلاحات في مختلف قطاعات الدولة وعلى كامل التراب الإسباني.

 

ومما تعهّد به الملك خوان الذي ما يزال حياً إلى يومنا هذا، إحلال العدالة بين ريال مدريد وبرشلونة، في اعتراف ضمني من القصر الملكي بأن ظلما ما كان يتعرض له المنافس المباشر لفريق الأسرة الملكية، برشلونة، أيام حكم أبيه.

 

تبرز مباراة إياب نصف نهائي كأس الملك في ملعب سانتياغو برنابيو في 13 حزيران يونيو 1943 والتي تؤكد كل الروايات أن الملك فرانكو أرسل قائد الشرطة إلى غرفة ملابس برشلونة قبل بدء المباراة ليهددهم بالسجن هم وعائلاتهم إن لم يخسروا المباراة بنتيجة ساحقة.

وتقول روايات كاتالونية، تسندها اعترافات بعض المدريديين، إلى أن قائد الشرطة دخل على لاعبي برشلونة قبل المباراة وخاطبهم حرفيا: “من كرم الملك فرانكو أنه أبقاكم في البلاد لتلعبوا كرة قدم، لكنكم ستلاقون السجن أنتم وعائلاتكم إن لم تخسروا المباراة بنتيجة ساحقة”.

وتؤكد مصادر موثوقة أن فرانكو لم يكن يرمي من التهديد إلى فوز ريال مدريد بقدر ما كان يرمي إلى إذلال مقاطعة كاتالونيا الانفصالية، رداً على فوز برشلونة في مباراة الذهاب 3-0 والتي قيل بعدها إن أبناء كاتالونيا تطاولوا على العرش وأهانوا الملك أثناء احتفالهم بالفوز فكان القرار بالانتقام منهم في مباراة الإياب.

 

وجاءت مباراة الإياب وتم تنفيذ مخطط فرانكو فتلاشى لاعبو برشلونة في الملعب وسمحوا للريال بتسجيل 8 أهداف في الشوط الأول مقابل لا شيء لهم، وزادت الأمور قسوة في الثاني لتصل إلى 11-0 قبل أن يسجل لاعب برشلونة هدفا قبل النهاية بدقيقة واحدة عبر اللاعب مارتين 89 (انتهت المباراة 11-1 والمطالبات بشطبها من السجلات ما زالت جارية على قدم وساق حتى يومنا هذا).

 

وما يؤكد بأن الملك فرانكو لم يهدف إلى تتويج الريال باللقب آنذاك بقدر ما كان يهدف إلى إذلال برشلونة، أن ريال مدريد لم يفز بالكأس في المباراة النهائية أمام أتلتيكو بلباو بل خسرها بنتيجة 1-0 علما أن بلباو يتبع لإقليم الباسك، الانفصالي هو الآخر كمقاطعة كاتالونيا.

وظلت العلاقة شديدة العداء بين العاصمة مدريد وإقليم كاتالونيا، وكان التعبير عن ذلك يزداد مع قرب موعد كل كلاسيكو يجمع ريال مدريد وبرشلونة، فيحظى جمهور كاتالونيا بمساحة واسعة من الحرية في أسبوع المباراة ليقول ما يشاء دون ملاحقات أمنية، ويستمر ذلك أياما ما بعد المباراة.

 

توفي الملك فرانكو، وفي جعبة ريال مدريد 17 لقبا للدوري الإسباني مقابل 9 لبرشلونة يقال إن النادي الكاتالوني حققها بالدماء والمخاطرة بالحياة، وعنوةً عن شرطة فرانكو وأجهزته الأمنية. لكن تيار مدريد ظل يرفض تلك الاتهامات ويؤكد أن العدالة ظلت سارية طيلة فترة حكم الملك الراحل.

 

لكن الأرقام التي لا تكذب ولا تجمّل، والتي تحققت بعد وفاة فرانكو وإحلال خلفه خوان كارلوس للعدالة بين الناديين، تساعد روايات كاتالونيا وتكذّب التيار المدريدي، إذ إنه ومنذ رحيل الملك فرانكو في العام 1975، تعادل الطرفان في عدد البطولات التي تحققت في الليغا الإسبانية بواقع 15 لقبا لكل منهما، وهذه النسبة ” التعادلية” لم تكن حاضرة أيام الملك الراحل بل كانت ألقاب الريال ضعف ألقاب عدوه الأزلي برشلونة ( 17 مقابل 9).

 

بناء على ذلك، يستطيع عشاق الليغا الإسبانية وجمهور الناديين في كل بقاع العالم أن يقسموا الدوري الإسباني إلى مرحلتين: مرحلة فرانكو غير العادلة، ومرحلة ما بعد فرانكو العادلة، وبغير ذلك فإن كل السجلات المتعلقة بتاريخ لقاءات الناديين  والألقاب المتحصلة لكليهما، ستكون مطعونة المصداقية وفاقدة للشفافية.

مقالات ذات صلة