متابعة ـ سوزان حسن
تخترق أشعة الشمس فوق البنفسجية وهي أشعة لا تُرى بالعين المجردة خلايا البشرة، مسببةً إتلافها وحرقها، وتعدّ حروق الشمس وسُمرتها علامات غير صحيّة؛ إذ إنها تحدث نتيجة تلف عدة خلايا في البشرة، كما أنّ ضرر الأشعة فوق البنفسجية ليس محددًا بوقت معين، فهي تضر في أي فصل وفي أي درجة حرارة، لذا من المهم متابعة صحّة البشرة، وملاحظة أي تغيرّات في لونها وشكلها، أو ظهور أي بقع عليها، فقد تكون أي تغيرات من علامات السرطان المبكرة، ويجب عدم إهمالها.
تسبب كثرة التعرض لأشعة الشمس أضرارًا في البشرة وحرقها، فتشمل أعراض حرق البشرة احمرارها والألم المصاحب له، وتقشيرها، وظهور البثور، والجفاف، ومن أضرار التعرض الشديد لها تغيّر البشرة تدريجيًا بدءًا بتشكل الكلف مسببًا السرطان في مراحل لاحقة.
أضرار أشعة الشمس على البشرة
يفيد التعرض المعتدل لأشعة الشمس الصحة، لكن يختلف تأثيرها على الأشخاص حسب لون بشرتهم وصبغتها، فالبعض يتعرض لاحتراق من الشمس بصورة أسرع وأشدّ من البعض الآخر، فكثرة التعرض المستمر لها تسبب أضرارًا عدة على المدى البعيد، منها ما يلي:
١-الشيخوخة المبكرة، إن التعرض لأشعة الشمس يساهم في ظهور التجاعيد على البشرة، وجفافها، وظهور الشامات عليها على مدار سنوات، وقد يصاب البعض بسرطان في البشرة بسبب هرمها.
٢-تشكل الأورام الحميدة والسرطان المبكر، فقد ترتبط المرحلة المبكرة من السرطان بتطور أورام في نسيج البشرة.
٣-سرطان البشرة، تحدث معظم أنواع سرطان الجلد في مناطق الجسد الأكثر عرضةً للشمس.
٤-حروق الشمس، يعتمد ضرر البشرة بصورة رئيسة على شدّة تعرضها وامتصاصها للأشعة فوق البنفسجية.
٥-الحساسية للضوء المقترنة بالأدوية، وهي تفاعل خلايا الجلد مع ضوء الشمس يظهر على البشرة كحروق الشمس، يتسبب بحدوث هذه الحساسية بعض المواد الكيميائية الموجودة في مستحضرات التجميل والماكياج، وبعض أنواع العقاقير والأدوية.
٦-تحطّم ألياف الإيلاستين؛ إذ تسبب أشعة الشمس فوق البنفسجية تحطيمها مع مرور الزمن، فينتج عن ذلك ترّهل البشرة وفقدان مرونتها، بالإضافة إلى أنها تأخذ وقتًا أطول لتتعافى.
٧-ظهور التجاعيد؛ أي ظهور خطوط صغيرة وخشنة على البشرة.
٨-ظهور بقع صبغية، وهي بهتان للون الجلد في عدة مناطق من البشرة.
٩-شحوب البشرة؛ أي اصفرار في لونها.
١٠-توسّع العروق الشعرية، وهو توسع في عروق الدم الصغيرة تحت البشرة.
١١-تنكّس النسيج المرن، وهو تحطّم النسيج اللّدن ونسيج الكولاجين مسببًا تكوّن التجاعيد وتدلّي البشرة.
الوقاية من أضرار الشمس
قد تكون أفضل طرق الحماية من خطر الشمس تجنبها، إلا أنه تتوفر وسائل للوقاية من مخاطر التعرض لأشعة الشمس، كاستخدام واقٍ من الشمس، وارتداء ملابس واقية، وتجنب التعرض للشمس في ذروتها، لذلك يمكن اتباع التعليمات الآتية:
١-استخدام واقٍ من الشمس دائمًا ذلك كعادة يومية وضرورة أساسية في الروتين اليومي لجميع الأشخاص صغارًا وكبارًا، مع مراعاة أن تكون قيمة عامل الحماية من الشمس SPF 30 كحد أدنى، وكلما زادت قيمة العامل زادت الوقاية، مع مراعاة حساسية البشرة، ويفضّل عدم الاستغناء عن الواقي من الشمس؛ وذلك لأن ضرر الشمس غير محصور في حرق البشرة فحسب.
٢-تجنب البقاء لساعات طويلة تحت أشعة الشمس في منتصف النهار، تحديدًا من الساعة العاشرة صباحًا حتى الثالثة عصرًا؛ وذلك لأن الأشعة فوق البنفسجية المسببة لحروق الشمس تبلغ ذروتها في هذه الساعات، والتعرض الطويل لها يسبب حروق الشمس.
٣-ارتداء ملابس واقية؛ إذ يساعد ارتداء الأكمام الطويلة والبناطيل والطواقي الشمسية الواسعة عند الخروج والتعرض للشمس لساعات طويلة في منتصف النهار في حماية الجسد من آثار الشمس الضارة.
٤-ارتداء النظارات الشمسية المرشّحة للأشعة فوق البنفسجية.
أفضل أوقات للتعرض لأشعة الشمس
يؤدي التعرض لأشعة الشمس دورًا مهمًا في تصنيع فيتامين د اللازم للجسم، إذ يجري تصنيعه عبر إمداد الكوليسترول بالطاقة اللازمة لتركيبه عند تعرض البشرة لأشعة الشمس، ويعد فيتامين (د) مهمًا لصحة الجسد بسبب دوره في امتصاص الأمعاء لمعدنيّ الكالسيوم والفسفور الأساسين في دعم العظام وتقويتها، وللاستفادة من أشعة الشمس فإن أفضل الأوقات للتعرض لها هو وقت الظهيرة، خاصّةً في فصل الصيف؛ إذ تصل الأشعة فوق البنفسجية إلى أعلى درجاتها في هذا الوقت، بالتالي يكفي التعرض للشمس مدةً تتراوح بين 15-30 دقيقةً يوميًّا للحصول على أفضل فائدة، بالإضافة إلى أن أشعة الشمس في فترة ما بعد الظهيرة تصبح أكثر خطرًا، مع التنويه إلى ضرورة تجنب التعرض لساعات طويلة كما ذُكِرَ سابقًا.